عجلوا بجنازتي

عجلوا بجنازتي
أطفئوا الشموع، نكسوا الأعلام، فلتصلوا أيها الشيوخ صلاة الغائب، دقي يا أجراس الكنائس، جهزوا الترانيم الجنائزية، ودع فقيدك أيها العالم، ألق عليه النظرة الأخيرة قبل أن يواري الجسد المسجي في قبره ومثواه الأخير حتي لا تفوح رائحته فقد تعفنت الجثة، هاهي تتوسل إليكم واروني الثري وأهيلوا علي وجهي التراب فقد يئست من الحياة، ليس لي مكان في عالمكم الكاذب فالكل بلا استثناء يتاجر بي.
أقسمت عليكم أن تشيعوا جنازتي من "بيت لحم" مولد "المسيح" فلست أعز عليهم من "المسيح" خانوه وبنوا له ضريحا، ضريحا من الكذب و،الزور و،الزيف و،البهتان و،الخيانة كعادتهم يغسلون أيديهم بدمائنا كل يوم ويصافحوننا بها يوما بعد يوم وهي مخضبة بدمائنا.
أمازلتم تثقون في قتلة "الأنبياء" و"المرسلين" أمازلتم تثقون فيمن باع وخان "المسيح" أمازلتم تثقون في أحفاد "يهوذا" و"السامري" أما زلتم تثقون في أبطال مذابح "صبرا" و"شاتيلا" و"تل الزعتر" أمازلتم تثقون في تلامذة "تيودور هرتزل" و"جولدا مائير"و"شمعون بيريز" و"شارون".
أما زلتم تثقون في وعود "إيهود بارك" و"بنيامين نتنياهو" الكاذبة.
كيف تثقون فيمن يتغذون علي لحوم أطفالكم ويتفننون في قتلكم وتعذيبكم وإبادتكم أبدا والله لايريدون سلاما بل يريدون إستسلاما كاملا بدون قيد أو شرط حتي تكون نساؤكم سبايا ملك يمينهم وأطفالكم عبيدا لهم أما أنتم فلن يتورعوا عن رقابكم ودفنكم أحياء.
عجلوا بجنازتي فالسلام في قاموسهم ما هو إلا حبر علي ورق مجرد كلمة يتشدقون بها أمام العالم لتضليله وإستعطافه ليكسبوا أرضا جديدة من جراء بناء المستوطنات وليفرغوا القضية الفلسطينية من مضمونها بإطالة أمدها بعامل الزمن وفرض سياسة الأمر الواقع وقتل الفلسطينيين قتلا غير رحيم وإثارة الفتن والقلاقل وتغذية الخلاف بين "فتح" و"حماس" لنغرق في صراع داخلي (فلسطيني فلسطيني) وصراع (عربي عربي) أكبر ليتفرق دم "القدس" والمقدسات الإسلامية والقضية الفلسطينية في مستنقع الخلاف العربي ليصبحوا قاب قوسين أو أدني علي مشارف تحقيق حلم "إسرائيل الكبري" من النيل إلي الفرات علي أشلاء العرب الذين لم يستيقظوا من سباتهم العميق ولم يتعلموا الدرس بعد...

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;