في كلام مصاطب.. خدمات المستشفيات الجامعيه بين الفساد والإهمال

في كلام مصاطب.. خدمات المستشفيات الجامعيه بين الفساد والإهمال

قدر الله عز وجل فأحسن قدره فوهب لي مولوده جديده لكي أري وأسمع وأعايش من خلالها جانب من جوانب المعاناه التي يعانيها المواطنين في وطنهم.


والذي كنت أسمع عن معاناتهم في المنظومه الصحيه ولكن لا اتعايش معها ، فوجدت نفسي قد دخلت الي قلب هذه المأساة لأري الوجه الأسود للفساد والمفسدين وأتعايش مع المعاناه والظلم الذي يقع على مواطنين ليس لهم ذنب سوي إنهم مواطنين فقراء بسطاء لهم حق الرعايه من الدوله في المؤسساتها الصحيه التي يتم إنشائها ويتم الصرف عليها لتقديم الخدمات لهذه الفئات بكرامه وإحترام.


ومن خلال مارأيت إبتداء من سوء الخدمات في المراكز الطبيه وطرق تسجيل المواليد والمستشفيات ومرورا بمستوي الرقابه علي العيادات الخاصه وإستغلال بعض الأطباء للعيادات في عمل العمليات الجراحية وعمليات الولاده بدون تصريح بذلك ، مما يتسبب في كوارث وإهدار لحقوق المرضي وفوضي أسعار الكشف والمستوي المتدني فى الخدمات المقدمه داخل هذه العيادات ومافيا التحاليل والإشاعات والادويه والتربيطات وشراكه بعض الأطباء في هذه المراكز على حساب المرضي المساكين.


وتدمير منظومه التأمين الصحي بسوء إدارتها وبالتعمد في إهدار آدمية المواطنين بتقديم خدمات سيئه وبيروقراطيه في بطء إنهاء إجراءات العلاج وعدم مراعاة حالة نوعية المستفيدين من هذه الخدمات الصحيه هؤلاء الفئه التي تحتاج أن تحنوا عليهم الدوله وتسهل وتيسر لهم إجراءات هذه الخدمات.


هذا علما بأن الدوله تقدم إمكانيات كبيره يتم إساءة إستخدامها وسرقتها وإهدارها لصالح أصحاب المصالح والمفسدين وذلك عن طريق سوء الإدارة وعدم الرقابه والمتابعة والمحاسبة علي الإهدار المتعمد لأموال الدوله المقدمه للمواطنين كحق أصيل يكفله الدستور لهم.


ويتم هذا الإهدار من خلال منظومه اللوائح الفاسده ومن خلال العاملين في هذه المنظومه الذين يقومون على إجبار المستفيدين للتوجه إلي القطاع الخاص الصحي الذي يستنذف ويمص دماء المواطنين الباحثين عن الخدمات الطبيه رغبه في الشفاء.


وفي هذا السياق تظهر لنا نوعيه من الخدمات الطبيه في المستشفيات الجامعيه التي يحب أن تعتبر إضافه كبيره لتطوير المنظومه الصحيه وتطوير البحث العلمي والتدريب للطلاب علي أيدي أساتذه ايقن أنهم على مستوي عالى من الكفاءه والمهاره ولكن دون وجود غطاء المتابعه المهنيه الحقيقيه فخضوعها لوزارة التعليم العالي وإدارة الجامعه فقط يؤدي إلي ما نراه الآن من سوء خدمات وضعف الموارد نتيجة عدم وجود رؤيه إقتصادية لتنمية الموارد لرفع مستوي الخدمات.


وتحتاج هذه المستشفيات الي نوعيه مختلفه من الإدارة والرقابة والمتابعة للإستفاده من الأساتذه المتميزين في رفع مستوي الخدمات الطبيه المقدمه للمواطنين.


فلا يعقل أن تجد مستشفي جامعي عريق يوجد بين طياته اساتذه يشار لهم بالبنان وتكون الخدمات المعاونه والتمريض ومستوي النظافه يسئ لخدمه يمكن بقدر من المتابعه والنظام أن تكون خدمه على مستوي عالى يستفيد منها المواطنين وتساهم في تخريج أجيال متميزه من طلاب الطب على المستوي المهني والخدمى.


وأن تجد أقسام كبيره بهذه المستشفيات تفتقد لإشتراطات السلامه وعدم وجود دورات للمياه للمرضي في قسم من أخطر الأقسام وضعف مستوي النظافه ومستوي التمريض الذي يمثل جزء كبير جدا في نجاح العلاج الطبي ، وعدم وضوح قنوات التواصل مع الاقسام المختلفه للتنسيق لبرامج العلاج للمرضي ،
هذا بجانب ضعف الخدمات المقدمه للمرضي من حيث نقلهم ورعايتهم وتمريضهم داخل المستشفي و الخلل في إستمرار المرضي لفترات كبيره دون جدوى طبيه ، وعدم الترتيب المحكم لخطط العلاج مما يسبب تكدس وعدم إنتظام في مواعيد الخدمات هذا ناهيك علي التعامل مع النواب فقط الذين لا يملكون الردود الشافيه للمرضي وزويهم والتحجج بضعف الإمكانيات.


والحقيقه فيما يحدث هو نتيجة سوء إدارة موارد وعدم متابعه حقيقيه وإنعدام ضمير المفسدين أصحاب المصالح في جعل هذه الخدمات التي يمكن أن تكون رحمه للمواطنين بتحويلها الي وسائل تعذيب وإهانه ابتداء من البلطجيه المحتلين لمواقف المستشفيات وإنتهاء بخروج مريض معد لإجراء عمليه لعدم التنسيق الجيد لتوفير مكان لرعايته بعد العمليه وفوضي طلب الإشاعات والتحاليل بشكل يدل على عدم ترتيب خطط العلاج للمرضي وزيادة معاناتهم.


في مشاهد من الدراما المبكيه على حال هذا الوطن ، الذي يتعمد المفسدين تدمير مقدراته وتحويل المواطنين الي قنابل موقوتة نتيجة الاهانه والإستهتار بفقره وضعفه ومرضه.


ومع ذلك فالخير موجود والوطن عامر والقصص والحكايات داخل هذه المؤسسات يشيب لها الوجدان فصور التكافل والتعاون بين الطبقه الفقيره والمتوسطة داخل هذه المستشفيات يعطي مؤشر لعظمة هذا الشعب الذي يتحمل الكثير من الفساد وإنعدام الضمائر وغياب الرقابة وسوء الخدمات وتجده يتكافل بعضه البعض في المال والغذاء وتقديم المساعده بما يستطيع داخل هذه الصروح التي أعدت لرحمة المواطنين وعلاجهم ،
فكلام مصاطب يدق ناقوس الخطر علي سوء الخدمات الصحيه وتوابعها والذي قد يمثل بيئه خصبه لأعداء الوطن في تعميق ونشر الفكر الإرهابي المتطرف بين المواطنين البسطاء.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;