المراكز الطبية والصحة المدرسية بين الوهم وحقيقة الخدمات

المراكز الطبية والصحة المدرسية بين الوهم وحقيقة الخدمات
من العجائب التي نعيشها ونتعامل معها فى حياتنا اليومية المراكز الطبية والصحة المدرسية، ومع عظم الدور التى تقوم به هذه المراكز لتقديم الخدمات الطبية للطبقات المتوسطة والفقيرة من الشعب وطلاب المدارس ،
فهي تعتبر حصن ودعم للوطن والمواطنين إذا أحسنا تقديم الخدمات بها بشكل محترم يتناسب مع الأهداف التي من أجلها تم إنشاء هذه المراكز ،
ويتم رصد ميزانيات للصرف عليها لتقديم خدمات للمواطنين والطلاب ،
فإكتشاف الأمراض مبكرا يعتبر هدف إستراتيجي لهذه المراكز لتساهم في تقديم خدمه طبية وقائية وكذلك سرعه في تقديم الخدمات الصحية المبكرة مما تسهم في تقليل نسب الأمراض التي تتحول إلى أمراض مزمنة يصعب التعامل معاها ومن جهة آخري ينتج عنها فائض في الميزانيات المالية يتم توجيهها إلى جهات أخري في المجال الصحي فتساهم في تطوير وتحسين المنظومة ورفع مستوي الخدمات المقدمة للمواطنين والطلاب ، وبخاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة والتى تعتمد على الدولة كحق أصيل يكفله الدستور لها في تقديم خدمات طبية بصوره تحترم آدميتهم ،
فالتطعيمات ضد الأمراض وخدمات صحة المرأة والطفولة وطب الأسرة وخدمات الكشف المبكر قبل الزواج كلها خدمات تصب في مصلحة الاقتصاد المصري وصحة المواطنين ،
ولهذه الأهمية نجد أن الدولة قد تبنت حملة مكافحة فيروس (c) الذي اعتبرته الدولة من أخطر الأمراض التي انتشرت وتؤثر على صحة المواطنين وتستنزف موارد ماليه كبيره لتوفير العلاج للمرضي المصابين والذين يتحولون إلى أشخاص غير قادرين على العمل والإنتاج وتزيد من العبء المالي علي الدولة لتوفير علاجهم وتحويلهم إلى أصحاء مرة آخري ليكونوا قادرين على القيام بأدوارهم الحياتية ،
ومع هذه الأهداف التي وجب أن تحققها هذه المراكز في العلاج والكشف المبكر والتوعية نجد أن الفساد والمفسدين وسوء الإدارة وضعف الرقابة تعتبر معوقات تعيق تقديم هذه الخدمات بالصورة المطلوبة التي تم التخطيط والصرف عليها من قبل الدولة لتحقق النتائج التي أسست عليها أهداف هذه المراكز ،
ومن خلال الواقع المرير لفوضي الدولاب الحكومي تجد أن هذه المراكز تضيع حقيقة تبعيتها إلي أي جهة تنتمي وتحاسب هل يتم هذا من المراكز الطبية المتخصصة أو من وزاره الصحة أو من هيئة التأمين الصحي مثلها مثل هيئات لا تستطيع أن تحدد جهة محاسبتها مثل هيئة الإسعاف والتأمين الصحي والصحة المدرسية والمستشفيات الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي وليست لوزارة الصحة ،
وفى المقابل نجد أن أغلب الخدمات التي تقدم في هذه المراكز الطبية هي خدمات وهميه على ورق ،
لتكتشفها مثلا عند تقديم أوراق إلتحاق أبنائك بالمدارس تجد إستمارة الكشف الطبي الشامل على الطفل ضمن ملف التقديم فتذهب لإجراء الكشف الطبي لتجد الحقيقة إنه عمل روتيني لسداد مصاريف بقيمه خمسه وستون جنيها لوضع أختام وتوقيعات للأطباء بدون كشف ،
والحقيقة أن المشكلة ليست في المبلغ الذي يتم دفعه فقط ولكن المشكلة تكمن أن هذا الكشف لم يتم فرضه بدون سبب بل فرض لأهميته لإكتشافه أي مشكله لدي الطفل وسرعه التدخل والتعامل معها قبل أن تتفاقم وتتحول الي مشكله مزمنة ومع هذا فلا يتم هذا الكشف ويتم التوقيع والختم نظير دفع المصروفات بدون خدمه ،
ومن الجهه الأخرى يجب أن يتم معرفة في أي القنوات يتم صرف هذه المبالغ التي يتم جمعها من خلال توقيع هذه الإستمارات وهل يتم تحسين خدمات معينه؟ أو يتم صرفها كمكافآت لمن لا يستحقوا !!!!! ، ويتم القياس على ذلك في فحوصات ما قبل الزواج والكشف الطبي في رخص القيادة (نظر وباطنه) وهي كشوفات وفحوصات تتم لأهميتها ولكن يتم عملها أيضاً بصوره روتينيه من أجل تحصيل رسوم وليس لتقديم خدمه لها أهميتها ،
فمستوي النظر للسائق مثلا يؤثر في عمليه القيادة للمركبات وقد يؤدي إلي وقوع حوادث نتيجة عدم وضع اشتراطات لبس نظاره أثناء قيادة المركبة على رخصة القيادة لكي يستطيع المرور متابعتها أثناء تفتيش الرخص والسيارات فتساهم في الحد من الحوادث المرورية وتسهم في تحسين خدمات مهمة لها نتائج إيجابية على المجتمع ،
ومن جانب أخر فهذه المراكز يمكن استثمارها واستثمار مواقعها ومبانيها في تقديم خدمات أكبر وأعمق مما تقدمه وإدارة منشأتها بطرق حديثه تسهم في تحسين وتقديم الخدمات الطبية المتميزة ولذلك يأتي دور كلام مصاطب في وضع يدها علي الجرح الغائر فالإدارة والرقابة والنظم هي العائق الأكبر في عدم القدرة على محاربة الفساد والمفسدين وهذه إضاءات لننتبه لتحسين وإصلاح خدمات عظيمه يمكن أن تقدم للمواطنين والطلاب وتساهم في حل مشكلات إقتصادية نسعي لحلها ويتم الصرف عليها من قبل الدولة دون تقديم الفائدة المرجوه .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;