توالي الضربات الجوية في الغوطة الشرقية في سوريا مع تراجع العالم

توالي الضربات الجوية في الغوطة الشرقية في سوريا مع تراجع العالم

ضربت غارات جوية من قبل النظام السوري ومدفعية غارة على الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون للمرة السادسة على التوالي يوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل 38 مدنيا، بينما كافحت القوى العالمية من أجل التوصل إلى اتفاق للأمم المتحدة لوقف المذبحة. وكان اكثر من 460 مدنيا بينهم اكثر من 100 طفل قتلوا خلال اسبوع تقريبا من القصف الذي كان احد اكثر الاحداث دموية في سوريا منذ سبع سنوات وكان رجال الانقاذ يبحثون عن المزيد من الجثث المدفونة تحت الانقاض. وقد اثارت المساومة الدبلوماسية المحمومة تصويتا فى مجلس الامن الدولى حول هدنة استمرت 30 يوما حيث تعهد زعماء فرنسا والمانيا بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذى تقوم طائراته ايضا بقصف الجيب وليس استخدام الفيتو ضد الخطة.
وطالبت موسكو "بضمانات" على ان يحترم المقاتلون الهدنة، كما اكد السفير الكويتي منصور العتيبي الذي يتولى رئاسة المجلس هذا الشهر ان الدبلوماسيين "كانوا تقريبا". في خضم الرئيس الأمريكي المتشدد دونالد ترامب انتقدت الحكومة السورية ومؤيديها الروس والإيرانيين "عارا إنسانيا". وقتل عدد قليل من سكان الغوطة الشرقية الذين يبلغ عددهم حوالى 400 الف نسمة، معظمهم يعيشون فى تشتت المدن فى المنطقة شبه الريفية شرق العاصمة، يوم الجمعة.
وقال مراسل وكالة فرانس برس في دوما (وسط المدينة) ان حفنة من الناس كانوا يعبرون الشوارع المتناثرة بالأنقاض لتقييم الاضرار التي لحقت بممتلكاتهم او البحث عن الطعام والماء. وان رجال الانقاذ حملوا فتى صبيا اصيبوا فى العين، وهم يمسحون وجهه الى احد مستشفيات البلدة. "هل سأرى مرة أخرى؟" سأل الطبيب. وقد سقطت القذائف من السماء بلا هوادة منذ أن كثفت الحكومة والقوات المتحالفة قصفها يوم الأحد وأطلقت الصواريخ قريبا على الجميع أن يركضوا. واستنفدت الأسر المستنفدة والمجاعة في أقبية ضيقة ورطبة، وتبادل المعلومات عن أحدث الضحايا من مداهمات الحكومة. وبعض الناس الوحيدين الذين كانوا يتهددون خطر المزيد من القصف كانوا من الطاقم الطبي في تلك المستشفيات التي لا تزال قائمة ورجال الانقاذ غربلة من خلال حطام المباني المبطنة.
اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 38 شخصا على الاقل من بينهم 11 طفلا قتلوا الجمعة في غارة جديدة على يد النظام السوري وحليفته الروسية. وقال رامي عبد الرحمن رئيس جهاز مراقبة الحرب في بريطانيا ان الغارات استهدفت مناطق مختلفة من الغوطة الشرقية. وبذلك يرتفع الى 468 عدد القتلى بينهم 108 اطفال منذ ان كثف النظام وروسيا قصفهما للمنطقة المحاصرة في 18 شباط / فبراير الماضي. وقد اصيب اكثر من الفى شخص بجراح.
افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان متمردين مسلحين اطلقوا النار اليوم الجمعة على العاصمة دمشق. وفشل دبلوماسيون في الامم المتحدة في الحصول على موافقة روسيا في وقت متأخر من يوم الخميس على قرار يدعو الى هدنة لمدة 30 يوما للسماح بالمساعدات الانسانية والطبية ثم اعلنوا ان التصويت سيجرى يوم الجمعة، بيد انه تأجل مرتين وسط مقاومة روسية قوية.
وتتواصل المفاوضات لتجنب استخدام الفيتو الروسي للنص الذي من شأنه أن يضع هدنة للسماح بعمليات إيصال المساعدات الإنسانية وعمليات الإجلاء الطبي. وكتبت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون لبوتين مطالبته بدعم وقف اطلاق النار. ويخفف النص الاخير اللغة في حكم رئيسي يقول ان المجلس "يطالب بوقف اطلاق النار بدلا من" يقرر ". كما ينص على أن وقف إطلاق النار لن ينطبق على "الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات المرتبطة" بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. وهناك نسخة سابقة ذكرت ببساطة المجموعتين.
اعرب زعماء العالم عن سخطهم ازاء محنة المدنيين في الغوطة الشرقية التي وصفها انطونيو غوتيريس بانه "جحيم على الارض" لكنه لم يتمكن حتى الان من وقف سفك الدماء.
وقال ابو مصطفى احد المدنيين في شوارع دوما صباح اليوم الجمعة ان "الامم المتحدة تقول انها قلقة وتدعو الى وقف لاطلاق النار، تدينها فرنسا لكنها لم تقدم لنا شيئا". وقال البالغ من العمر 50 عاما الذي كان يرافق جرحى الى المستشفى "كل يوم لدينا الضربات والدمار وهذا من شأنه ان يدمع من الصخور".
وقد تم السيطرة على الجيب من قبل الجماعات الإسلامية والجهادية منذ عام 2012. ورفضت جماعات المتمردين الرئيسية في الغوطة الشرقية في بيان صدر اليوم الجمعة أي اتفاق من شأنه أن يعيدهم أو نقل سكان آخرين. وقالوا فى رسالة موجهة الى جوتيرس "اننا نرفض رفضا قاطعا اى مبادرة تنص على مغادرة السكان لمنازلهم ونقلهم الى اى مكان اخر". والمنطقة محاطة تماما بالأراضي التي تسيطر عليها الحكومة والمقيمون غير راغبين أو غير قادرين على الفرار من الحصار المميت. وقد صدمت الصور المروعة للضحايا المدنيين الذين ينزفون حتى الموت في المستشفيات التي تعاني من نقص في عدد الموظفين ونطاق الدمار الحضري العالم، وأجرت مقارنات مع معركة 2016 المدمرة لحلب.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;