قصة يوميات رجل مناضل

قصة يوميات رجل مناضل

سالم رجل شقيان طول عمره كل يوم يطلع من شغله ويقف لوحده أمام البحر ويدعى على نفسه ان حوت يخرج من البحر ويبلعه أو وهو ماشي حاجه تقع عليه من بلكونة ولا اتوبيس يخبطه علشان يرتاح من الدنيا وبلاويها هو ده شعور ناس كتير اوى موجوعه ومحدش حاسس بيها زى عم سالم ومجروحين كمان وجرحهم بينزف ومحدش حاسس بيهم علشان هما مش بيحبوا يشتكوا الا لله سبحانه وتعالى وكمان مبيحبوش يشيلو هم الدنيا للآخرين وبالاخص القريبين ليهم اوى زى الزوجة والاولاد مثلا وده ياجماعة بداية قصة حياة عم سالم رجل موظف بسيط غلبان مشكلته الوحيدة انه عنده ضمير فى زمن لا يعترف بأصحاب الضمير الراجل ده فيه عزيمة وقوة غير مسبوقه داخل نفسه عنده استعداد يرمى نفسه قدام القطار ولا يشوف حد من ولاده أو زوجته محتاجين لشيئ ومحرومين منه ولكن عيبه الوحيد هو الكتمان نعم كتوم لاقصى درجة لا يتحدث عن السلبيات التى تواجهه فى حياته وخصوصا امام عائلته مهما كانت الظروف صعبه او سهله ولكن كل الظروف المحيطه به صعبه للغاية ارتفاع ملحوظ فى الاسعار من كل النواحى ولكنه تحدى هذه المحنه حتى لا يشعر بها اولاده وزوجته حرم نفسه من كل الاشياء الجميلة لكى تتوفر لابنائه وحافظ على ان يظهر امامهم بانه فى احسن حال لدرجة انه بالرغم من تغير الحياة من الناحية السلبية وغلاء الاسعار وخلافه فلا احد يشعر به ولا حتى زوجتة سالته فى يوم من الايام كيف تعيش حياتك بدون اى تأثير بسبب غلاء الاسعار لان عم سالم كان لسان حاله دائما يقول الحمد لله على كل شيئ وكان دائما يطمئنهم دائما بأن هناك زيادة فى المرتب والدنيا مستورة والحمد لله زوجتة واولاده دائما يشعرون بالسعاده بسبب توفير كل احتياجاتهم وتجاهلوا مايعانى منه والدهم عم سالم وكان كل اهتمامهم ينحصر فى الاكل واللبس•
زوجة عم سالم التى لا تشعر به كل يوم قبل نزوله الى مقر عمله تعطيه ورقة بها مجموعة من الطلبات يحضرها لها عندما يعود من عمله يوميا علما بأن مكان العمل الذى يعمل به عم سالم يبتعد خمسة كيلو متر عن منزله وعلشان يوفر ثمن المواصلات كان يوميا يسير على الاقدام حتى يصل مقر عمله كان عنده من الملابس طقمان طقم صيفى وطقم شتوى ومفيش ولا مره تسأله زوجته عن ملابسه ولكنه كان فى المناسبات كالافراح مثلا يستلف بدله من صديق له ليحضر بها المناسبة ومرت الايام وعم سالم يعانى معاناة كبيرة بينه وبين نفسه ولا يشعر به احدا بسبب تظاهره بانه على مايرام وفى يوم من الايام وهو راجع الى منزله بعد انتهاء عمله نظر الى حذاءه ورأى قطع بالشراب الذى يرتدية فخلع الحذاء فوجد قطعا كبيرا بالشراب فخلع الشراب ودسه بجيبه ولبس الحذاء وفى نفس هذه اللحظة كانت زوجتة بالشرفة فرأته وهو يدس الشراب داخل جيوبه فانتظرته حتى صعد الى شقته وسالته لماذا تدس هذا الشراب بداخل جيبك فقال لها لا شيئ ولكننى احببت ان ارتدى الحذاء بدون شراب فمدت الزوجة يدها داخل جيب زوجها ونزعت الشراب من جيبه فوجدت الشراب المتهالك فتحدثت زوجته له لماذا تحتفظ بهذا الشراب بالرغم من تهتكه فنظر اليها عم سالم وقال لها ليس لدى غيره وكنت حريص كل الحرص على غسيله يوميا حتى لا يقع بيدك وسكتت زوجتة ونظرت إليه وهى فى شدة الخجل لسانها عاجز عن الكلام ثم قال لها زوجها الم تستطيعى الكلام من شدة المفاجأة فاستمعى لى لاول مرة فى حياتك لحديثى فبدأ عم سالم بالحديث قائلا لها:

●لماذا تشاهديننى كل يوم صيفا وشتاءا ولا تسأليننى أين ملابسك الجديدة

●ولماذا لا تسأليننى عن ملابسى الغير نظيفه

●لماذا لا تسأليننى أين حذاءك

●لماذا لا تسأليننى أين شرابك

●لماذا لا تسأليننى ماذا تشكو واين الالم

●لماذا لا تسأليننى كيف تمارس عملك

●لماذا لا تساليننى ماذا فعلت مع غلاء الاسعار

●لماذا لا تسأليننى من أين أرتدى ملابس جديدة لحضور المناسبات ثم تختفى بعد إنتهاء المناسبات.

●لماذا لماذا أسئلة كثيرة تطرح نفسها لزوجته ولكن أين الاجابة لا يوجد اجابة فصمت عم سالم وأخذ نفسا عميقا وأكمل حديثة .

لقد خلقت فى هذه الدنيا 
●لكى أعطى ولا أأخذ 
●لكى أسأل ولا يسأل علي 
خلقت فيها وانا قانع بكل حياتى اعيش دون التفكير بنفسي اتمتع بصبر يعادل صبر ايوب بل أكثر بكثير سعادتى هى ان ارى كل من هو متعلق برقابتى وتحت مسؤليتى سعيدا ومبسوطا بالحياة سعادتى هى أن لا اجد منكم احد محروما من شيئ حتى ولو كان على حساب نفسي وبالرغم من كل هذا كنت دائما أدعوا على نفسي حتى لا يأتى اليوم الذى تكتشفون فيه حقيقتى وكنت دائما أدعو الله أن يعجل بانتهاء حياتى قبل ان يأتى اليوم الذى لا أستطيع فيه أن اوفر أحتياجاتكم أو تشعرون بأى نقصان بحياتكم .

زوجتى العزيزة أنتى وأولادى نظرتم للحياة وماعليها ولن تنظروا لرب الاسرة الذى يوفر لكم احتياجاتكم التى تعيشون من خيرها لتسعدوا بحياتكم ولكن انا لا الومكم ولكن لومى الوحيد هو أننى كنت اتمنى سؤالكم علي كل صباح حتى أشعر بالأمل فى الحياة واطمئن بأنكم سوف تقفون معى وقت أزمتى كنت أتمنى أن تقربوا لي ولو للحظات حتى اطمئن عليكم بعد وفاتى وأشعر بأنكم فى وقت ما سوف تشعرون بمن حولكم وبأنفسكم على أن تظلوا متقاربين مع بعضكم وأن تجربتكم معى لا تتكرر مرة أخرى .

وقد اوصى عم سالم لهم وصية أخير ة فقال لهم

زوجتى وأولادى

عندما تجدون مايسعدكم فى الحياة تمسكوا به واقتربوا إليه واهتموا به واسألو عنه فربما يكون فى أشد الألم من أجلكم ويحتاج منكم كلمة واحدة تعطيه إحساس بالحياة .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;