خاشقجي آخر...

خاشقجي آخر...

بعد تخرجه في كلية الصيدلة اصطدم الشاب الجامعي بالواقع المرير نفض عن نفسه غبار الأحلام الوردية التي كان يعيش فيها، كان كل حلمه وظيفة ليزيح الحمل عن كاهل والده المريض ويساعده في تجهيز أخته الوحيدة ثم بعد ذلك يقترب من حلمه الشخصي الذي يحلم به كل الشباب، الزواج والاستقرار مع بنت الحلال وتأسيس أسرة.

تنقل بين عدة صيدليات بحثاً عن دخل أعلي ولكن تدهور به الحال من سئ الي أسوأ فقرر السفر للخارج فسافر إلي المملكة العربية السعودية ليعمل بمجموعة صيدليات النهدي السعودية بجازان.

ولمدة خمس سنوات قضاها بالمملكة شهد له القاصي والداني بحسن الخلق والاستقامة كان يقتل نفسه في العمل ويصل الليل بالنهار حتي يقصر أيام الغربة.

وذات يوم دخل عليه زبون سعودي يريد أن يعيد حفاضات للأطفال وبأدب جم طلب أحمد طه حسن فاتورة الشراء،
فهاج وماج السعودي، من أنت أيها العبد المصري الحقيرحتي تتجرأ وتطلب من سيدك فاتورة الشراء.
أنتم هنا عبيدنا ملك يميننا وطوع بناننا هل نسيت نفسك، ووصلة ردح بالأب والأم وسباب بأحط الألفاظ والكلمات النابية.
وأحمد في حالة ذهول كاظماً غيظه يحاول التماسك والتحكم في أعصابه ولم يرد علي السعودي.
فاستشاط السعودي غضباً من أدب أحمد فاعتدي عليه بالضرب.
هنا ثار أحمد لكرامته فوجه للسعودي صفعة علي وجهه.
علي إثر الشجار توسط بعضهم فرضخ أحمد لصوت العقل حتي ينهي هذه المهزلة ويفض الشجار فأعاد الحفاضات بدون فاتورة شراء علي مسئوليته الشخصية بالرغم من مخالفة ذلك لقوانين الصيدلية.

ظن الدكتور أحمد أن المشكلة قد انتهت، لكن السعودي أسرها في نفسه ولم يبدها له، راقب الصيدلية ومعه شخص آخر مستقلين سيارتهما الفارهة.

كان أحمد مشغولاً مع الزبائن وعلي حين غرة انقض عليه السعودي وطعنه عدة طعنات نافذة في القلب أردته قتيلاً علي الفور، ولم يتركه إلا وهو مضرجاً في دمائة صريع الموت ليسقط الحلم المصري صريعاً علي أراضي المملكة.

وكالعادة تصرح السلطات السعودية وبدون حتي تحقيق مبدئي "أن القاتل السعودي مختل عقلياً"
فمنذ متي كان للدم المصري ثمن؟
ومنذ متي يفكر السادة في دم ورقاب العبيد؟
القضية لم تعد قضية فردية فليست قضية أحمد وأسرته بل هي كرامة شعب، قصة مأساوية مكررة تتكرر بصورة شبه يومية علي الأراضي السعودية وفي بعض دول الخليج للوافدين المصريين الذين يذهبون لدول الخليج لتحسين دخولهم ومعيشتهم فيعودون لذويهم في صناديق النعوش.

لانريد من بلاد الحرمين الشريفين التي تطبق شرع الله إلا تطبيق شرع الله وتقتص من القاتل بالقانون لتهدأ ثائرة أسرة الشاب المصري والشعب المصري، وكفي بالمملكة خاشقجي واحد، وكفاها دماء وكفانا تنازلات، فالدم المصري ليس رخيصاً إلي هذا الحد حتي يضيع هباءً.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;