حوار حول الأدب وصناعه الأمل والسلام والتنوير

حوار حول الأدب وصناعه الأمل والسلام والتنوير

ضيف الحوار: الأديبه الشابه رفيده أبو بكر من الجزائر الحاصله على جائزه مشروع صناعه الأمل من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالإمارات
المحاوره: د. رانيا الوردى 
أستاذ مساعد الأدب الألمانى بكليه التربيه جامعه عين شمس
عضو الهيئه الإستشاريه العلميه لهيئه إنست الدوليه بفيينا الداعمه للحوار الثقافى القومى والعابر للقوميه
عضو مجلس إداره الجمعيه العلميه للكاتب النمساوى يورا صويفر بفيينا 
عضو هيئه تحرير مجله ترانس للعلوم الثقافيه بفيينا
السؤال الأول:
أستأذن حضرتك فى تعريف نفسك للقارئ المصرى والعربى؟
الإجابه:
أولا وقبل التعريف بنفسى، أرحب بك عزيزتى الدكتوره رانيا الوردى وبكل الكتاب والباحثين والقراء وكل من يهتم بالإنتاج والإبداع والقراءه والتلقى. شكرى الامتناهى على إهتمامك بكتاباتى وإنجازاتى وشغفك بها وطيبه قلبك ولطفك. 
أما بعد، رفيده أبو بكر، من مواليد ٢٤/جويليله/١٩٩٤ بسكره بالجزائر. نشأت وترعرعت بأسرتى المقيمه بالجزائر وتحديدا بولايه بسكره، من والدين تشربت منهما حبى للدين والعلم والقراءه، النبراس، الذى إستنارت به حياتى. الناظر لنجاحاتى - والحمد لله - سيحادث قراره نفسه أن النجاح جاء فى طبق من ذهب، إلا أن الأمر لم يكن كذلك البته. إعترت طريقى العديد من العراقيل والمحن، إلا أن ثقتى بالله عز وجل للوصول إلى ما أطمح إليه كانت أقوى. وفى كل مره يدركنى لطفه الخفى فأستشعر قوله تعالى: "ولقد مننا عليك مرة أخرى". بعد مشوار حافل جدا تحصلت على البكالوريا سنه ٢٠١٤ لأتوجه فيما بعد إلى الدراسه الجامعيه بجامعه محمد خيضر ببسكرة والتى أفتخر كونى درست فيها لأنها كانت المهاد الأول لإنطلاق كل إبداعاتى. فقد درست عند أساتذه ترفع لهم القبعه. وبالمناسبه أوجه لهم التحيه جميعا دون إستثناء، وإلى كل فرد من قسم الآداب واللغه العربيه بذات الجامعه. 
شاركت فى المسابقه الوطنيه للقصه القصيره. نلت فيها المرتبه ٢ وطنيا بعنوان: "ضيم الدنف العنيد" لتكون فاتحه خير لى ولكتاباتى. فكانت المهاد الأول لوضع مولودى الجديد بين أحضان القراء لأول مره. كل الشكر للهيئه المنظمه لهذه المسابقه، جمعيه بسكره تقرأ الثقافيه، وللكاتبه لطيفه حرباوى الغاليه على كل ما قدمته من أجلى. بعدها نشرت حوارات لى مع صحفيين بارزين ومقالات أيضا بجرائد وصحف وطنيه، كجريده الجمهوريه والتى كانت أول جريده أنشر فيها مع الصحفيه المتألقه دوما علياء بوخازى، جريده الشعب مع الصحفيه الرائعه حبيبه غريب، جريده كواليس مع الصحفى المتميز مصطفى بوغازى، كذلك جريده الوسط مع الصحفى الراقى خضر بن يوسف. ولا أنسى جريده الأوراس مع الصحفيه الطيبه رقيه لحمر. لقاءات إذاعيه بإذاعه الزيبان مع أستاذى الصحفى الألمعى زكيرى عبد الحميد فى برنامج قهوه لعشيه والراقيه بدره مسعودى فى برنامج نفوس جميله. مع إنجازات أخرى كمشاركتى فى مبادره محمد بن راشد آل مكتوم العالميه المقامه بدبى فى صناعه الأمل وتحقيقى نجاح جميل بها. ومبادرات أخرى، ومحاضرات بجامعتى وخارجها، حيث دخلت مؤخرا لبيت الشعر الجزائرى فرع بسكره كعضو تنظيم فيه. وكلى فخر وإعتزاز بذلك.
السؤال الثانى:
حصلت حضرتك على جائزه فى مشروع صناعه الأمل المنظم من قبل مبادارات محمد بن راشد آل مكتوم العالميه بدبى. كما حصلت حضرتك على دعوه لحضور حفل تكريم "مبادره سعاده" تحت رعايه سمو الشيخ محمد بن مكتوم بدبى يوم ١٢ نوفمبر ٢٠١٨. هل تعتقدى حضرتك أنه يمكن توظيف الأدب لصناعه السلام ومن ثم دعم مبادره السعاده لدى المواطن العربى ولاسيما بعد ثورات رجت المنطقه العربيه وتعالت معها الأحلام ولكن الواقع المؤلم كان له اليد العليا؟
الإجابه:
السؤال رائع عزيزتى. أولا مشروع صناعه الأمل، كان تجربه غايه فى الروعه، مع العلم أنى وعند مشاركتى لم أنتظر هذا الفوز. ثم أننا نعلم جيدا بأن الأديب الصادق هو ذلك الأديب الذى ينقد الواقع بعين واعيه، ينقل لنا، ثم يعيد بلوره ذلك بحرفه وشخصه وفكره، متوخيا فى ذلك نبذه ونفيه لكل ما يتنافى مع الإنسانيه، داعيا إلى كل ما هو فاضل وجميل، فإليكم ما قاله القاص المبدع يوسف إدريس عن علاقته بالمجتمع "أما نحن فإننا ندعو من أجل تدعيم هذا الأدب وتركيزه وتوضيح إتجاهاته إلى سلوك سبيل الإلتزام. سموه ما شئتم، ذلك هو الأدب الحى الذى ينبع من المجتمع ويصب فيه فيكون صوره حيه له، وذلك هو الأديب الذى يصهر عواطفه جميعها فى بوتقه الناس وحاجتهم فينفذ إلى أغوار مشكلاتهم فيصدق فى الإحساس وفى التعبير عنها والمشاركه فى إيجاد حلول لها."
برأى أن الأدب الذى لا يستطيع أن ينتشل الأمه من مأساتها ويواسيها على جروحها ويطبب ما إستطاع إلى ذلك سبيلا، هو أدب عليل، اخشى عليه الكساد، والأفول نحو مقاصد مجهوله، كل حسب مطالبه الشخصيه، فيغدوا جناح الأمه منكسرا، فوق ما هو عليه من أسى اليوم. من أجل ذلك أقول أنه يمكن توظيف الأدب لصناعه السلام، إذا ما توفر فيه إلتزام الأديب بقضايا مجتمعه وأمته وإنسانيته، الحديث طويل فى هذا المنحى، وسأختمه بقول أعجبنى كثيرا لتوفيق الحكيم حين سئل ذات مره: لماذا تكتب؟ فكان جوابه: لأن الفنان لابد أن يكون له وجهه نظر فى الحياه وفى الناس وفى الأفكار. الفنان ليس مجرد متفرج إنه متفرج وصانع لمجتمعه فى وقت واحد"
السؤال الثالث:
حصلت حضرتك عام ٢٠١٧ على شهاده تقديريه فى فعاليات مهرجان السلام المقام فى جامعه محمد خيضر ببسكره. هل تعتقدى حضرتك أنه يمكن تحقيق السلام عبر الأدب ولاسيما بعد فشل السياسه فى تحقيق ذلك؟
الإجابه:
رأى المتواضع ينفى ذلك، لماذا؟ فلنجب على ذلك سويا. الأدب يصنع السلام صحيح، ويصنع الأمل صحيح أيضا، لكن هل يحقق ذلك تحت ظل مصطلح السياسه؟ من الصعب جدا، الأدب منفصل عن السياسه شكليا وظاهريا فقط، إلا أن الأهداف الساميه التى طالما أراد الأدب تحقيقها تبقى مسجونه، إلى أن تطلق سراحها السياسه. لو تفشل السياسه فى تحقيق السلام، سيكون الفشل محتما على الأدب أيضا، وإن حدث وحقق الأدب ذلك سيكون النجاح ضئيلا جدا. الأدب اليوم ليس حرا طليقا والسياسه هى المحرك الأساسى لكل مناحى الحياه. هى حقيقه مره لكنها الواقع. كنا نقرأ عن الأدب السياسى، فأصبحنا نسمع اليوم ب "تسييس الأدب". فكيف للأدب إذا أن يؤدى رسالته؟ أو أن يحقق مرامه؟
السؤال الرابع:
ألقيت حضرتك محاضره بعنوان "هتاف شعرى نحو التجديد تحت ظل: ثوره الشعر وشعر الثوره وذلك فى إطار ندوه نظمها بيت الشعر الجزائرى فرع بسكره تحت عنوان: شعر الثوره وثوره الشعر. هل تعتقدى حضرتك أن الشعر الثورى قادر على القيام بحركه تجديد وحركه تنوير داخل المجتمع العربى ولاسيما فى اعقاب ثورات فى الوطن العربى حلمت بالإصلاح ولكنها لم تفرز رموز ثوريه تدعم عمليات الإصلاح على المدى القصير والمتوسط والبعيد؟
الإجابه:
سؤالك يحمل طرفين، طرف عن المحاضره التى ألقيتها، وطرف آخر عن رأى فى الشعر الثورى ومدى قدرته على نشره للإصلاح والتجديد وكذا. 
طيب المحاضره التى ألقيتها كانت عن الشعر الثورى فى مراحل سابقه عن هذه المرحله التى نحن فيها، فى مرحله الإستعمار ومرحله بعد الإستقلال وما تحمله الدلاله الثوريه فى المعجم التحررى التجديدى فى كل جوانب الحياه، وعلاقتها بالشعر الذى كان يختص فى كل مرحله من المراحل التاليه:- مرحله المسايره والمواكبه (١٩٥٤ - ١٩٦٢)، مرحله الفرحه والهتاف (بدايه الإستقلال)، مرحله البعث والإستمرار ( السبعينيات)، مرحله الذوبان والحلول معتمده فى ذلك مؤلف الدكتور يوسف وغليسى المعنون ب"فى ظلال النصوص - تأملات نقديه فى كتابات جزائريه". إذا الوضع الذى عالجته بعيد جدا عن الفتره التى نعيشها اليوم، يعنى حتى النمط التفكيرى إختلف كثيرا بسابقه. من أجل ذلك سيختلف رأى مع الثورات التى تعيشها الرقعه العربيه اليوم. فى زمن مضى حقق الشعر الثورى صدى وكان له فاعليه كبيره جدا فى تحريك مجرى الثوره، وإخراج صداها إلى خراج الخطوط الجعرافيه الجزائريه. لكن هل يفعل ذلك مع ثورات اليوم؟ لا أظن ذلك بل أرجح كفه عدم وجود ذلك مطلقا، ليس لضعف فى الأدب ولا نقص فى الأدباء والكتاب والشعراء، بل لجبروت السياسه وطغيانها على كل شئ. لا أريد أن أتحدث مطولا عن السياسه مالها وما عليها وما شأنها فى المجتمع والأدب وغيرهما لأنى بعيده عنها هذا من جهه، ومن جهه أخرى لا أدرك جيدا قوانين اللعبه. سأكتفى بهذا وعزيزى القارئ يدرك جيدا تكمله حديثى.
السؤال الخامس:
شاركت حضرتك فى ندوه معنونه ب: الأبعاد الجماليه فى القصه الموجه للطفل بقراءه قصه حضرتك " ضيم الدفق العنيد". كما شاركت حضرتك بندوه معنونه ب: الشعر الموجه للطفل وأبعاده التعليميه بقراءه فى قصيده حضرتك "تيه العاشقين". هل تعتقدى حضرتك أن أدب الطفل العربى يستطيع إعاده بناء العقليه الثقافيه للطفل العربى ومن ثم بناء الإنسان الجديد العربى القادر على إعاده بناء الوطن العربى؟
الإجابه:
أدب الطفل، هل يصل هذا الأدب إلى الطفل حقا؟ إن تم ذلك، سيكون طفلنا قائدنا فى المستقبل، أما إن بقى حبيس الجامعات والدراسات الأكاديميه ومشاريع ثقافيه، دون أن يصل المجهود مقطرا إلى طفلنا، فلا فائده من ذلك. على كل من يتبنى هذه الدراسات أن يطبقها على أرض الواقع، لأن كل شئ بات يذعن بالخوف، كل شئ بات مدمر. والعمل على صناعه أدب للطفل، وأدب موجه للطفل، يستدعى إقتناص نقط حساسه والعمل عليها، كالدين، الأخلاق، العلم، الوطن، الوطنيه ... وغيرها. الأهداف كثيره، إذا ما طبقت على أرض الواقع تحقق ما تفضلت به من إعاده بناء عقليه ثقافيه واعيه للطفل العربى ومن ثم بناء الإنسان الجديد العربى القادر على إعاده بناء الوطن العربى.
السؤال السادس:
ما هو تقييم حضرتك للثوره الجزائريه بما لها وما عليها؟ وما هو تقييم حضرتك لإسهام الأدب الثورى الجزائرى فى عرض الثوره الجزائريه بما لها وما عليها والتى تشكلت وفقا لها العقليه الثقافيه الجزائريه؟
الإجابه:
أفتخر بوطنى وما حققه من إنتصارات فى الثوره التحريريه الكبرى. كيف لا وتصنف ثورتنا من أعظم الثورات فى تاريخ البشريه جمعاء، خطفت أقلام الأدباء والكتاب من الوطن وخارجه، كتب عنها سليمان العيسى، محمود درويش، نزار قبانى، عبد الوهاب البياتى و آخرون سبائك شعريه تتغزل بأبطالها وأوراسها ونوفمبرها. قد صدق الدكتور عثمان سعدى ١٩٣٠ حين كتب عنها قائلا فى مؤلفه "الثوره الجزائريه فى الشعر العراقى": "جاءت لتؤكد أن الأمه العربيه لم تنتهى كما كان يصورها ذلك أعداؤها، بل أن هذه الثوره عبرت من خلال أحداثها على عشق العربى للحريه، وعن صلابه عوده فى النضال من أجلها، وأكدت أن العرب قادرون على تحقيق المعجزات"، تشرب الأدباء منها كل فصول البطولات والإنجازات العظيمه، فكتبوا عنها ،على رغم إختلاف مقاصدهم، من تعريف وتمجيد ونصرا لها. 
أما بالنسبه للإسهام الأدبى الثورى الجزائرى، لا يمكن إنكاره أو تجاهله أو غض الطرف عنه. فعلى الرغم من ضعفه الفنى فى تلك المرحله، إلا أنه قد تولى مهمات صعبه. الدكتور عباس بن يحيى يوثق لنا فى مقال مشوق جدا عنونه ب "الثوره فى الأدب الجزائرى (الشعر)، أن بدايه الحركه الوطنيه والإصلاحيه هى بدايه فعليه لشعر النضال، وقد يكون من أوائل النصوص التى بدأت تنشر دعوات للمقاومه قصيده مطوله لمحمد سعيد الزاهرى المنشوره فى جريده الجزائر عدد ١ سنه ١٩٠٨. ومع تطور صعيد الأحداث تصاعدت لكنه الشعراء. فأبو اليقضان كتب قصيدته "مدارج الخلاص والتحرير" ونشرها فى جريده إبراهيم أطفيش الجزائرى - تلميذ المجاوى ( المنهاج) - الصادره بمصر وغيرها من النصوص التى أعلت من صوره الثوره وجعلت الأدب منبرا لمن لا منبر له. وفى كل مرحله من المراحل الثوريه والنضاليه نرى أن النصوص تختلف، وتتمايز وتتباين، مع إزدياد مطالبه الأصوات الأدبيه بالثوره المعلنه، رمزا أو حقيقه فى نصوصهم. مفدى زكرياء (١٩٠٨ -١٩٧٧) كتب عام ١٩٣٦ نشيده المشهور لحزب نجم شمال أفريقيا والذى صار فيما بعد نشيدا رسمياوطنيا قبل النشيد قسما للشاعر نفسه. لم تتوقف مسانده الأدب للثوره هنا وفقط بل إستمر الأمر إلى ما بعد الإستقلال وما بعد بعد الإستقلال. وسيظل الأدب يعانق أرض الأمجاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. كتب مالك حداد فى (الشقاء فى خطر ص.٣٥):
للوطن فى أرضنا طعم الغضب
.. للوطن فى أرضنا طعم الأسطوره.
السؤال السابع:
إطلعت حضرتك على عده مقالات وحوارات توضح النموذج الثورى الإصلاحى بأبعاده الثوريه الداعمه لإعاده بناء إنسان ومجتمع للكاتب النمساوى الثائر يورا صويفر والذى عاصر مراحل ما قبل الطفرات الإقتصاديه والتحول السياسى ولكنه ترك نموذج ثورى إصلاحى يوضح كيفيه التحول السلمى لمجتمع الحداثه. فى إطار إهتمام حضرتك بالأدب الثورى ما هو تقييم حضرتك لهذا النموذج الثورى الإصلاحى الذى قدمه الأدب النمساوى فى مراحل ما قبل الطفرات الإقتصاديه والتحول السياسى؟ وهل تعتقدى حضرتك ان الحوار الثقافى بشأن هذا النموذج الثورى الإصلاحى الذى يقدمه الأدب النمساوى يمكن أن يدعم عمليه السلام فى المنطقه العربيه؟
الإجابه:
إطلعت على ما خطته أناملك وجادت به قريحتك لهذا النموذج من خلال مقالاتك الرائعه والمفيده جدا. الأمر غريب بالنسبه لى، كيف لهذا أن لا يعمم وفى طياته ما تفضلته به؟ فقر فى المجهودات التى تعرف لنا به سوى مجهوداتك فى ترجمه أعماله ومقالاتك فى الجرائد عن برنامجه الإصلاحى. وهذا ما يجعلنى أرفع نداء إلى كل الباحثين بتسليط الضؤ على الكاتب النمساوى يورا صويفر الثائر والداعى للإصلاح والتجديد. فما تفضلت به جعلنى أضرب لك موعدا آخر إلى حين إطلاعى على كل إنجازات هذا الأديب الرائع العظيم.
أشكر حضرتك لسعه صدرك فى تقبل جميع الأسئله والإجابه عليها بقدر كبير من الإستناره الفكريه التى تدعم دور الأدب فى ترسيخ الأمل والسلام والتنوير فى المنطقه العربيه.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;