الأخلاق الإسلامية من سمات المؤمنين الصالحين

الأخلاق الإسلامية من سمات المؤمنين الصالحين

تعتبر الأخلاق الإسلامية من سمات المؤمنين الصالحين، حيث تساعدهم على تجنب الوقوع في العيب، واللوم، والنقد، ولا تجعل صاحبها يميل إلى الخطيئة أو الإجرام، لأنّ الأخلاق تُعتبر من الهدي النبوي، والوحي الإلهي، وهي خُلق الرسول صلى الله عليه وسلّم، قال الله سبحانه وتعالى:(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وتعتبر مكارم الأخلاق بناء شيّده أنبياء الله عليهم السلام، وقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى يُتمم ذلك البناء، من أجل أن يكتمل صرح مكارم الأخلاق، كما أنّ امتلاك الإنسان للأخلاق دون امتلاكه للدين هو أمر لا فائدة منه، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: (إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ) وللأخلاق اهميه كبيره لعدّة أمور، منها اختيار الرسول صلى الله عليه وسلّم أن تكون الغاية من بعثته هي الدعوة لمكارم الأخلاق، فقد بيّن الرسول عليه السلام بهذا الأسلوب مدى أهمية الخُلق، بالرغُم من وجود العديد من الأمور الأهم من الأخلاق مثل العقيدة، والعبادة، إلا أنّ الخُلق يبرز بشكل أكبر أمام الناس أكثر من سائر الأعمال الإسلامية، حيث إنّ الناس لا يستطيعون رؤية عقيدة الإنسان لأنّ مكانها بالقلب، كما أنّهم لا يرون العبادة، إلا أنهم يرون الأخلاق ويتعاملون من خلالها، لذا سيقوم الناس بتقييم دين الإنسان بالنظر لتعامله معهم، ويحكمون على صحّته من خلال خُلقه وسلوكياته وتعظيم الإسلام لحُسن الخُلق، لأنّه ليس خُلق مُجرّد بل عبادة يؤجر العبد عليها، وهو من الأُسس التي يتفاضل الناس بها يوم القيامة، والدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلّم: (إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا ، وإنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ ؟ قالَ : المتَكَبِّرونَ) وتعتبر الأخلاق أساس بقاء الأُمم، وهي المؤشر على انهيار الأمّة أو استمرارها، لأنّ انهيار أخلاق الأُمّة هو انهيار لكيانها، والدليل قوله تعالى: (وَإِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفيها فَفَسَقوا فيها فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرناها تَدميرًا) وتعتبر الأخلاق من أسباب المودّة وإنهاء العداوة، قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) والخُلق أفضل الجمالين، حيث ينقسم الجمال إلى قسمين، هما الجمال الحسّي، وهو الجمال الذي يتمثّل في الهيئة، والشكل، والجاه، والمنصب، والجمال المعنوي الذي يتمثّل في السلوك، والذكاء، والعِلم، والأدب، وقد ذكر الله عزّو جلّ بأنّ للإنسان عورتين الأولى هي عورة الجسم التي تُستر بالملابس، وعورة النفس التي تُستر بالأخلاق، وقد أمر الله بالسِتر، وذكر بأنّ السِتر المعنوي أهم من الحسّي، والدليل قوله تعالى: (يا بَني آدَمَ قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباسًا يُواري سَوآتِكُم وَريشًا وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرونَ).

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;