الوفاء بعقد الزواج والوفاء للزوجة

الوفاء بعقد الزواج والوفاء للزوجة
من العهود التي ينبغي الوفاء بها مع عباد الله كثيرة منها الوفاء بعقد الزواج والوفاء بشروطه والوفاء للزوجة وكذا الزوج فإنه من أسمى العقود والعهود وقد سماه سبحانه وتعالى ميثاقاً غليظاً وحث على الوفاء به فقال سبحانه ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ فليكن الزوج وفيّا لزوجته يحسن صحبتها ويعرف حقها فهي وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - لجميع الأزواج فقال استوصوا بالنساء خيراً " فكم خدمتك زوجتك وكم سهرت من أجلك، وكم شقيت معك، وكافحت لتبني حياتك ومستقبلك، فاعرف لها فضلها واحفظ لها جميلها، وكن وفيا لها، لا تغدر بها ولا تخنها ولا تضيعها.
ومع وفاء النبي - صلى الله عليه وسلم لزوجته - خديجة - رضي الله عنها:
واقتد بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فلقد كان المثل الأعلى في الوفاء لأزواجه تزوج خديجة - رضي الله عنها - فأقام معها خمساً وعشرين سنة لم يتزوج عليها حتى ماتت، وكان بعد موتها يذكرها بالجميل ويثنى عليها ويبر أهلها وخلائلها وفاء لها، حتى غارت عائشة - رضي الله عنها " ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - - ما غرت على خديجة - رضي الله عنها، وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها ربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد ..
ودخلت عليه امرأة فهش لها، وأحسن السؤال عنها فلما خرجت قال: إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان " ..
ومع وفاء الزوجة لزوجها: ولتكن المرأة وفيه لزوجها، فإن فضله عليها عظيم، وحقه عليها كبير، حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح أن يسجد بشر لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها والذي نفسي بيده لو أنه من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم أقبلت تلحسه ما أدت حقه " فحسب المرأة أن تحاول أن تقترب من الكمال وإن لم تبلغه حسبها أن تجتهد في الوفاء لزوجها وإن لم تف بحقه ولتحفظ المرأة زوجها في نفسها وماله ولتجتهد في تجميل صورتها وتحسين هيئتها لذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها، قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب -الجنة إن شئت ) ومن أروع أمثلة الوفاء من الزوجة ما حفظه التاريخ لفاطمة بنت عبد الملك بن مروان - رحمها الله - حيث أن زوجها عمر بن عبد العزيز خليفة المسلمين رغبها بالتبر بحليها إلى بيت مال المسلمين فتبرعت به، ثم لم يلبث عمر أن مات، ولم يترك لها ولا لأولادها شيئاً، فجاء مسئول بيت المال، فقال لها: إن حليك ومجوهراتك كلها موجودة احتفظت بهالك لمثل هذا اليوم،ولم أودعها بيت المال وقد جئت استأذنك لآتيك بها فقالت: لقد تبرعت بها لبيت المال طاعة لأمير المؤمنين في حياته، وما كنت لأطيعه حياً واعصيه ميتاً " ,,,

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;