”الموتى الأحياء”

”الموتى الأحياء”

الكثير من تستهويه القصص الخيالية وأفلام الرعب لما يشاهده من مشاهد خيالية تجعله يعيش فى عالم أفتراضى تتسارع فيه دقات القلب وتتوقف الأنفاس من هول الأحداث وتُغمض العيون من بشاعة المنظر ؛ أمثلة" الموتى السائرون" أو "الموتى الأحياء"وكيف انهم تحولوا من أحياء الى مجرد موتى أحياء فقدوا كل قيم الإنسانية والمشاعر والأحاسيس وتوقف العقل تماماً عن التفكير والإدراك لما هو منطقى ولم يتبقى منهم سوى رغبة البقاء فى أى شكل أو مضمون أياً كان ؛ ولكن لا أحد منا يدرك أن بيننا هؤلاء الموتى الاحياء ....
نعم إنهم ضحايا عادة " الثأر" ذلك الوحش المدمر الذى لا يترك خلفه الإ حطام وبقايا حياة مدمرة وأشلاء لأحلام مشوهة.هذه العادة الذميمة التى تنتشر كثيراً فى مجتمعاتنا العربية والشرقية ويتوارثها الخلف من السلف تلك العادة التى تتغذى على الدماء جيل بعد جيل ويكون ضحاياها من الطرفين ؛ فالقتيل حرم من الأهل والأحباب وسُلب منه حق الحياة حتى وإن كانت جريرته وذنبة أنه احد افراد العائلة وحاملاً لخطأ غيره فقد أصبح مجرد رقم فى سلسلة الموت...
والقاتل سواء متعمداً أو بالخطأ فقد مات فى نفس اللحظة لأنه اصبح طريد العدالة من جهه ، هاجراً لأهله وأحبته وأحلامه و مترقباً للموت يعيش حياة " الموتى الأحياء" فهو من فتح أبواب جهنم...

يعيش من أرتكب هذا الجرم فى الظل فلا يستطيع الإستمتاع بالحياة أو أن يسير فى العلن وقتما يريد أو أن يسافر حيثما يرغب .لقد أصبح الموت رفيقه فى كل نفس يتنفسه ، يتوقف قلبه مئات المرات بل ألاف المرات إن شعر أن أقدام تلاحقه حتى وإن كان ذلك مجرد وهم خلقه عقله الباطن..يظل يعيش حياته كمن ينظر الى ساعته طوال الوقت وهو فى رحلة لا يرى فى هذه الرحلة سوى لحظات عمرة وهى تُسرق أمامه خوفاً من حدوث القدر المحتوم الذى يقربه من نهايته والذى سطرة بيده عندما سقطت أول قطرة دماء من جريمته.....
ولقد أمرنا الله تعالى بتعظيم حرمة الدماء فى قوله تعالى (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ) وقال أيضاً فى محكم كتابه فى قوله تعالى(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93))
إذا لم تتكاتف الجهود فى المجتمع من مؤسسات تربوية وتعلمية بداية من الأسرة ودورها الفعال فى غرس أولى لبِنات صلاح المجتمع من نبذ العنف مروراً برجال الدين ودورهم فى نشر التسامح والتآخى للقضاء على مثل هذه الأمراض الإجتماعيه العصية التى تقود إلى زعزعة السلم و الأمن الأسرى والمجتمعى .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;