الطلاق فاتورة يدفعها الأبناء

الطلاق فاتورة يدفعها الأبناء

 

 

الزواج عبارة عن مشروع معرض لنجاح أو للفشل .فقد يحدث انجذاب بين الطرفين فيستمر وقد يحدث تنافر في إحدي محطات الحياة فينتهي بالطلاق .في النهاية هي ظاهرة اجتماعية داخل مجتمعنا نلجأ إليها في حالة استحالة العشرة وعدم قدرة الطرفين علي الاستمرار والبقاء سوياً لأسباب متفاوتة ومختلفة قد تكون فروق اجتماعية أو فكرية وغيرها .فكل حالة طلاق لها أسبابها التى قد تتشابه أو تختلف مع حالات أخري .فالمشكلة لا تكمن في الطلاق نفسه ولكن فيما بعد الطلاق .فالمجتمعات الشرقية تفتقر إلي ثقافة الانفصال ولا تدرك مفهوم الطلاق بمعناه الصحيح .فبمجرد حل عقد الزواج تبدأ معركة شرسة بين الطرفين .فكل طرف يحاول أن يهزم الطرف الآخر ويدمره قدر المستطاع إلي جانب الأطفال الذين يصبحون كقطع الشطرنج التى تتأرجح بين الأب تارة والأم تارة أخرى .فكلا منهما يحاول أن يحقق انتصارا على الآخر من خلال أطفالهم . دون مراعاة الحالة النفسية للطفل وأثر هذا الصراع الناتج عن صدمات وعداوات لا دخل له بها إلا أن القدر أختاره أن يكون ضحية لسوء اختيار شخصين لبعضهم البعض بالإضافة إلي جهلهم في خلق شخصية سوية للطفل فبسبب كره كل طرف للآخر استطاعوا أن يدمروا نفسية أولادهم وأصابوها بتشوهات وذكريات ستظل محفورة أمام أعينهم طيلة حياتهم بسبب تدني المستوى الفكري للأهالي وانعدام وعيهم عن أساسيات التربية وأن التعليم في الصغر كنقش على الحجر وللأسف أغلب بيوتنا المصرية التى وقع بها الطلاق لم تنقش إلا الكره سواء ناحية الأب أو الأم .وزج الطفل في أمور لا تعنيه مثل المصروفات واستخدامه وسيلة يمكن تشكيلها لصالح أحد الطرفين في قضايا الطلاق ومحاكم الأسرة .فكلما كان الطرف أقوي وأمهر في اكتساب الطفل وله القدرة على السيطرة عليه كلما استطاع أن يضم الطفل لصفه ليحقق منفعته الشخصية وإلحاق الأذي والضرر بالطرف الآخر من خلاله . فبجانب الحياة الاجتماعية الغير مستقرة التى يعيشها الطفل بسبب عملية الطلاق تظهر القوانين والمحاكم التى تختص بحالات الطلاق والتى لم تنصفه أيضا في توفير حياة كريمة له فقضايا الطلاق قد يمر عليها سنين عدة دون البت فيها . إلي جانب أن الطرفين قد يلجئوا إلي أساليب ملتوية لضرب بالقانون في عرض الحائط. فالرجل يتهرب من النفقة كلما توافرت له الفرصة ظناً منه أنه يعاقب طليقته دون أن يعلم أنه يؤذي ابنه لأنه يحتاج إلي الحياة الكريمة المتمثلة في المأكل والمسكن ومستوي تعليمى مناسب .فقد يتحايل على القانون من خلال تقديم أوراق مزورة تتنافي مع دخله المادي الحقيقي حتى تحتكم له المحكمة بمبلغ شهري بسيط خصوصا إذا كان تزوج بأخري وأصبح له حياته الجديدة التى يجعل لها الأولوية دائما إرضاء لزوجته . إلي جانب محاولاته المستميتة للإطالة في القضية وعدم البت فيها عقاباً لطليقته خصوصاً إذا كانت لا يتوفر لديها أي مصدر دخل أخر غير النفقة . فقد لا يهمه الماديات بقدر محاولاته المستمرة علي إذلالها وإخضاعها له إرضاء لغروره .أما بالنسبة للمرأة أو الأم فهي دائما تلعب على وتيرة الرؤية بمعني أنها قد تحرم الأب من رؤية أبنائه تماماً من خلال التحايل أيضاً على القانون وتدوين محاضر ضد الأب تؤكد على أنه غير صالح للرؤية الأبن . فكل منهما يحاول الإساءة إلي سمعة الآخر وتناسوا أن أطفالهم يحملون أسمائهم وأن كل هذه الإساءات ستكون وصمة عار على جبينهم طوال مراحلهم العمرية المختلفة . فالطلاق خطوة لا نخطو إليها إلا بعد استنفاذ كافة محاولات الصلح. فهي خطوة غير محببة وغير مرغوب فيها وأكبر دليل على ذلك وصفه في القرآن الكريم على أنه أبغض الحلال ولكن قد تجبرنا الظروف إليها حال غياب الاحترام بين الطرفين وتعمد إهانة كل منهما للآخر مع زيادة الخناقات والمشاحنات المستمرة بينهما والاختلاف الدائم في وجهات النظر والعناد المستمر وتعنت كل منهما لرأيه فمبدأ التنازل مرفوض والتفاهم غير موجود فيصبح بعدها الطلاق الطريق الوحيد الذي لا محال له ولا مفر منه. فنحن تحتاج أن ندرك أن الطلاق ليست نهاية العالم ولكن هي فض شراكة بين شخصين انقطعت كل السبل للاستمرار معا ليبدأ كل منهما مع شريك آخر يكون أكثر تفاهم وراحة مع مراعاة ما نتج عن هذه الزيجة من أطفال والاتفاق سويا على أن الانفصال يتعلق بالعيشة وليست التخلي عن تربية الأبناء .فلابد أن يتعامل الآباء و الأمهات بعد الطلاق للاتفاق على أسلوب التربية مع مراعاة العامل النفسي للطفل وإشباع رغباته واحتياجاته من الطرفين حتى لا يشعر بالانفصال في النهاية علينا أن نقتدي بالقرآن الكريم في قوله ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) داخل بيوتنا وبين الأزواج والزوجات حتى ننتهي من هذا العبث وهذه الصراعات الناتجة عن وقوع الطلاق .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;