ضد الحكومة

كتب محمد حسن حمادة 7:37 ص | السبت 12 أغسطس 2017 729

من لم يمت من حوادث الإرهاب في مصر مات بالإهمال علي قضبان القطارات. حادث قطاري الإسكندرية مأساة أخري تضاف لفصول الإهمال في مصر قتلي وجرحي بالعشرات وفي النهاية لجنة لتقصي الحقائق تصدر بيانا تتهم فيه سائقا القطارين ومراقب البرج وعامل التحويلة والموظفين الصغار الذين سيظلوا رهن التحقيقات والحبس بالتسبب في الحادث وسيكون هؤلاء الموظفون الصغار كبش الفداء للسادة المسئولين الكبار.

أما سيادة وزير النقل والمواصلات في مصر المحروسة فلا علاقة له بالحادث من قريب أوبعيد علي عكس ما يحدث في أي دولة تحترم حقوق الإنسان وآدميتهم لا يقدم الوزير المسئول استقالته فقط بل الحكومة كلها تقدم إستقالتها.

هذا المشهد جسده لنا فيلم( ضد الحكومة) بطولة العبقري احمد ذكي وإخراج عاطف الطيب قصه وجيه أبو ذكري وسيناريو وحوار بشير الديك بطوله لبلبه وأبو بكر عزت والمنتصر بالله وعفاف شعيب.

قصه الفيلم باختصار محامي فاسد أفاق يتاجر بكل شئ يرفع قضية ضد وزراء في الحكومة نتيجة اصطدام أوتوبيس رحلات مع قطار يتسبب في وفاة العديد من الأطفال.

البطل يحاول أن يلقى بمسؤولية الحادث علي وزير النقل ووزير التعليم والحكومة في حين أبو بكر عزت محامي الحكومة يحاول أن يلقى باللوم على الموظفين الصغار مثل سواق الأتوبيس وعامل التحويلة.

طالب بطل الفيلم احمد ذكي بحضور الحكومة ومثولها أمام العدالة لتحاسب على فاجعة القطار بعدما حصل علي توكيلات من أهالي الضحايا وتحت ضغط الحكومة للأهالي بالترهيب تارة وبالترغيب تارة أخري سحب أهالي الضحايا توكيلاتهم من احمد ذكي إلا توكيل واحد كان هذا التوكيل لابنه من زوجته السابقة الذي أصيب بشلل في نفس الحادث.

المحامي الآفاق سيئ السمعة المعدوم الضمير رفض أن يتاجر بدم الضحايا برغم التهديدات التي تعرض لها وتهديد محامي الحكومة بكشف ماضيه السئ لم يتنازل ولم يرضخ بل اعتبرها فرصه للتطهير ليكفر عن ذنوبه وخطاياه.

الفيلم الذي تم إنتاجه في عام 1982وكان بمثابة صرخة في وجه الإهمال ونزيف الدم وحوادث القطارات وعدم إلقاء المسئولية علي الموظفين الصغار فقط ومحاسبة كبار المسئولين مازلنا نعيش في هذا الفيلم الذي جسد واقعنا الأليم ببراعة ولكن في الفيلم نجح احمد ذكي في إرغام الحكومة علي المثول أمام القضاء تري كيف سيكون واقعنا هل سيمثلون هل سيستقيلون أم سيقالون هل سيتحملون المسئولية بشجاعة هل سيحاسبون؟؟؟