إن مرحلة الطفولة والمراهقة تعد الأرض الخصبة التي ينشط فيها أصحاب الضلال الفكري والمنحى المتطرف ، فيسعون جهدهم لاستمالة من هم في هذه المرحلة العمرية ، ولو ألقينا نظرةً سريعةً على معنى التطرف في اللغة العربية لوجدنا أن كلممة التطرف من الطرف وهو حد الشيء وحرفه ، ويدور معنى التطرف حول الانحياز إلى طرف الأمر والابتعاد عن الوسطية ، ومجاورة حد الاعتدال سواء كان في العقيدة ،أو في الفكر ، أو في السلوك ، الخروج عن المألوف ، ذلك لأن من أخذ بطرف الشيء لم يدرك حقيقة معظمه ، وخالف العامة في فهمهم لهذا الشيء،والتطرف الفكري هو أمر مكتسب يكتسبه الإنسان من خلال الأسرة ،أو الأقران أو التعليم أو الإعلام ، وغير ذلك من المؤثرات التي تساهم في بناء الثقافة والشخصية ،وكما هو معلوم أن التطرف فكر والارهاب سلوك ، فقد عقد مركز النيل للإعلام بشبين الكوم ندوة إعلامية حول " المسئولية المجتمعية ومواجهة الإرهاب" ، حاضر فيها الدكتور محمد فؤاد زيد ،مدرس الإعلام ،كلية التربية النوعية ، جامعة المنوفية ، والذي أكد خلالها على حرمة الدم والقتل لما نصت عليه نصوص الكتب السماوية ، وأن الإرهاب في حقيقته هو اختراق وانحراف وتجاوز على الآخر سواء كان من أشخاص ، أو من دول.
وأوضح >زيد < أن تصديق الاشاعات وتناقلها بين البشر بالوسائل المختلفة (الفتنة) التي هي أشد وأكبر من القتل ، مكن أهل الشر من تنفيذ مخططاتهم من تشريد لمجتمعات وتفكيك لدول ، واللعب على وتر التصنيف الديني والتشكيك في رجال الدين ووصفهم برجال دولة لا دعوة ؛ الأمر الذي أفقد الناس هويتهم وأضعف من شأنهم أمام قوى الشر.
وأفاد> زيد< أن المسئولية المجتمعية متمثلة في الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني يقع على عاتقها التصدي ومحاربة موجات الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، كل من موقعه.
وأشار >زيد< إلى أن القوة في التماسك والترابط والالتفات حول القائد (كل في موقعه) أحد أسباب التقدم والرقي ، وإن تباطأ في نظر البعض ، لكن الواقع يثبت أن من أهان كبيره هان على الناس.