ما سبب إنتشار التحرش فى مجتمعاتنا العربية

ما سبب إنتشار التحرش فى مجتمعاتنا العربية

لا يمر يوم دون أن تتناول وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام قصصا للتحرش الجنسي سواء المادي أو اللفظي، الذي لم يعد يستثني أحدا: سيدات ناضجات وفتيات صغيرات، منقبة أو محجبة أو ترتدي ملابس محتشمة أو غير ذلك.

هل السبب وراء ذلك الملابس والموضة ؟

لم تكن ملابس الفتاه أو نزولها إلى الشارع فى ساعات متأخرة هى السبب فى ظاهرة التحرش التى انتشرت فى مجتمعاتنا بشكل مخيف فى الآونة الأخيرة، ولكن "التحرش" فى حد ذاته أصبح آفة مجتمعية أصابت مجتمعاتنا الشرقية التى هى فى الأساس مجتمعات ذكورية، لا تنظر للفتاة على أنها تستحق أن تحتل المرتبة الأولى، متسائلة "لماذا لم نسمع عن هذه الظاهرة فى أيام السبعينيات والثمانينيات حين كانت ترتدى الفتيات ملابس قصيرة ومفتوحة نوعا ما مقارنة بالملابس والموضات الخاصة بهذا العصر؟".

وتعتبر الإجابة على هذا السؤال، فى حد ذاتها إجابة على هذا اللغز الخاص بانتشار هذه الآفة مؤخرا، والتى تختزل فى جملة واحدة وهى "أزمة الأخلاق"، فقديما كانت ترتدى الفتاة ما تريد ولها مطلق الحرية فى حياتها وجسدها، لأن المجتمع كان أكثر توازنا، بينما أصبح مجتمعنا الآن مريضا نفسيا، يلصق مرضه الجنسى وكبته فى أسباب ظاهرية كتأخر سن الزواج وضيق الحالة الاقتصادية وتدنى أخلاق البنات واستفزاز الشباب بارتداء الملابس المثيرة.
بينما فى حقيقة الأمر إذا كانت الملابس هى السبب فلماذا إذن يتم التحرش بالمحجبات والمحتشمات، وإذا كان تأخر سن الزواج هو السبب لماذا يشكل الرجال المتزوجون نسبة كبيرة من المتحرشين، أما إذا اعتقدنا أن الجهل هو السبب فلماذا يتحرش المدرس أو الطالب الجامعى، لذلك فكل هذه الأسباب مجرد أسباب قشرية ليست حقيقة نحاول دائما أن نعلق شماعة التحرش عليها، إنما الحقيقة كما ذكرنا هى وجود أزمة فى الأخلاق وقلة فى التربية، وابتعاد عن الدين وتعاليمه وأوامره التى تنهينا عن مجرد النظرة وتأمرنا باحترام المرأة".

كما اكد لكم أن التربية والتعامل مع الأطفال منذ الصغر وتوعيتهم بأن احترام الفتاة فى حد ذاته رجولة، ومن أهم السبل التى يمكن من خلالها القضاء على هذه الظاهرة، على المدى الطويل، لأن الحلول الأمنية واستخدام القوة ستكون حلولا فعلية، ولكن مؤقتة، لا تستطع أن تخمد هذه المشكلة كثيرا.

ومن هنا يأتى دور الدولة فى تدعيم الثقافة الجماهيرية وتدريب المنزل وأولياء الأمور والمدرسة صاحبة الدور المهم على التعامل مع أطفالهم خاصة الذكور منهم، وتقريبهم من دينهم بكافة الأشكال، وفى نفس محاولة إشراكهم فى بعض النشاطات التى تخرج الطاقات السلبية بداخلهم وتحولها إلى طاقة إيجابية يستفيد بها المجتمع.

 
 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;