تتسبب بعض الأفلام في كل عام، بإحداث جدلا حولها، إما بسبب مضمونها، أو بسبب رؤية فنية بحتة. وهذه هي أبرز الأفلام التي أثارت جدلا حولها خلال عام 2017. وأثار الفيلم الذي من بطولة جينيفر لورانس، ومن إخراج دارين أورنوفسكي (صاحب فيلم Black Swan من إنتاج 2010) جدلا عند عرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي، بسبب اتهامه بتقديم إسقاطات دينية بصورة عصرية. وبينما رأي عدد من المشاهدين، أن الفيلم يحتوي على العديد من المشاهد الدموية العنيفة، ومنها تناول طفل بواسطة أكلة لحوم البشر، فلم يهتم عدد من النقاد بهذا، بقدر اهتمامهم بخلو الفيلم من أي مضمون حقيقي، متسائلين عن ما هو هدف أرونوفسكي منه في النهاية.
أثار الفيلم غضب العديد من قراء المجلات الهزلية، لكون أن بطلته سكارليت جوهانسون أمريكية الجنسية، وهو مستوحى في المقام الأول عن روايات “مانغا” الهزلية اليابانية مئة في المئة. ومنعت دور عرض سينمائية في أيرلندا كل عازب من الدخول لمشاهدة الفيلم Fifty Shades Darker، وهو الجزء الثاني من فيلم Fifty Shades of Grey، الذي عُرض في 2015، وهو من بطولة داكوتا جونسون، وجيمي دورنان، ويتناول علاقة الحب المتطرفة بين طالبة الأدب البسيطة “أنستازيا ستيل” ورجل الأعمال الثري “كريستيان جراي”، الذي يمارس معها ألاعيب جنسية غريبة، بحسب صحيفة “ذا أيريش ميرور”.
وتقول الرسالة الصوتية عبر الهاتف، والخاصة بعرض فيلم Fifty Shades Darker في سينما “دياموند” في أيرلندا: “إذا كنت تنوي الذهاب لمشاهدة الفيلم، وستصطحب معك رفيقا فمن الأفضل أن تكون هناك مساحة كافية بينكما أثناء مشاهدته لدينا”. وشددت الرسالة الصوتية: “هذا الفيلم مصرّح لمشاهدته لمن هم فوق الـ 18 عاما، لذا أود التشديد بأن كل الرجال العزّاب أو المتزوجين سيجلسون بمفردهم وقت مشاهدته، وأن أي ذكور سيحضرون من دون مرافق لن يُسمح لهم بدخول السينما”.
أثار فيلم “ديزني” جدلا واسعا وقت عرضه، لكونه أول أفلامها التي تعرض شخصية مثلية الجنسية في أحداثها. وهو “لوفو” الصديق المقرب لشرير العمل. وبررت “ديزني” تقديمها لهذه الشخصية بهذه الطريقة، مجاراة لحرية الرأي المكفولة للجميع في العالم. وأصدرت جمعية الصحة العقلية في أستراليا بيانا، اتهمت فيه الدراما النفسية من إخراج إم نايت شيامالان، “أنه يعزز فكرة نمطية كاذبة بأن الناس الذين يعانون من الأمراض العقلية المعقدة هم خطرون وعنيفون بطبيعتهم”.
وتدور أحداث الفيلم، حول مريض نفسي يلعب دوره جيمس مكافوي، ويجسد 23 شخصية مختلفة. على الرغم من كونه واحدا من أنجح أفلام 2017، إلا أنه لم يخلو من بعض الانتقادات، والخاصة بتحريفه لبعض تفاصيل الرواية المقتبس عنها، وتحديدا بشأن شخصية الفتاة “بيفرلي”، التي صورتها بأنها مارست الجنس مع أصدقائها “مجموعة الفاشلين” من أجل توحيدهم طوال الوقت. ولكن في الفيلم الجديد، لاحظ بعض المشاهدين، أنه تم إضفاء صبغة جنسية غير مطلوبة على “بيفرلي” ذات الـ 13 عاما، ومنها المشهد الذي تغوي فيه أمين الصندوق، من أجل تشتيت انتباهه.
أثار صيحات استهجان خلال عرضه في مهرجان “كان” السينمائي الدولي، لأنه رواية عن الانتقام، وحافلة بالمحظورات، والأساطير اليونانية. ولم يكن الاعتراض عليه في مهرجان “كان” الفرنسي بسبب قصته، التي تتناول فتاة وخنزيرها الضخم، ولكن لكونه فيلم من إنتاج شبكة “نيتفلكس”، إذ أن الفرنرسيين لديهم قوانين تنص بعدم بث أي أفلام على شبكة الإنترنت، إلا بعد مرور ثلاث سنوات على عرضها سينمائيا، وذلك لتقديسهم لمفهوم الذهاب إلى صالة العرض لمشاهدة فيلم. ومثل حال فيلم “Ghost in the Shell”، فنال انتقادات بسبب عدم احترامه لكونه مستوحى عن راويات هزلية يابانية، وكان البطل أمريكي وليس آسيويا. وصفت صحيفة “دايلي بيست” الفيلم الأسترالي، بأنه من “أكثر الأفلام إزعاجا للمشاهدين في 2017″، لسبب مشاهد اغتصاب فتاة لعنف.