الصدق يهدي إلي البر

الصدق يهدي إلي البر

إن الحلم والإحتمال والعفو يكون مع المقدرة، والصبر على ما يكرهه، فمما أدب الله تعالى به نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم هو العفو حيث قال تعالى كما جاء في سورة الأعراف " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " وقد سأل المصطفي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن تأويلها فقال " يا محمد إن الله يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك " وقال تعالي له كما جاء في سورة لقمان " واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور" وقال تعالي أيضا في سورة النور " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم " وفى حديث النبى الكريم صلى الله عليه وسلم.

"عليكم بالصدق فأن الصدق يهدي إلي البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحر ى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " رواه البخاري ومسلم، فمن رغب في البر والجنة فليتحر الصدق في أقواله وأعماله حتى يكون خلق الصدق سجية له يعرف به عند الناس ويكتب في زمرة الصديقين عند الله والملائكة فالصدق أساس الفضائل ودليل الأمانة وزكاة القلب وطهارته وهو منجاة فلا وقاية أوقى من الصدق ولا أنصح من الصادق ولا أحسن منه نية وبرا وما تزين إنسان بشيء أفضل من الصدق بالقول والعمل به يسود المرء ويُحب ويُهاب في الدنيا ويثاب في الآخرة.

وهو المنة العظيمة التي من الله بها على أنبيائه حيث جعل لهم لسان صدق عليّا، فعليكم بصدق اللسان فما أوتي العبد في الدنيا شيئا، أحسن من لسان صادق وقلب صادق وعمل صادق قال تعالى " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمن من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" واصدقوا الله تعالى في عبادته واعبدوه مخلصين له غير مرائين في عبادته ولا مسمّعين وامتثلوا أمره طلبا للقرب منه والحصول على ثوابه، واجتنبوا نهيه خوفا من البعد عنه والوقوع في عقابه، ولا تبتغوا في عبادته أن يراكم الناس أو يسمعوكم فيمدحوكم عليها ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك، ومن عمل عملا أشرك فيه معه غيره تركه وشركه، وإن الناظر في حال الأمة اليوم ليجد الكذب بشتى صوره وما ترتب عليه من آثار منتشرة في الأمة بشكل ملفت زاد الأمة انحطاطا في أخلاقها وفسادا في قيمها.

وهناك دوافع تدفع البعض إلى الكذب بأنواعه وفي جميع مجالاته إضافة إلى ضعف أو عدم الوازع الديني وعدم الشعور بالمسئولية تجاه ما أراده الشرع الشريف منه والكذب عنصر إفساد كبير للمجتمعات الإنسانية، وسبب هدم لأبنيتها الحضارية، وتقطيع لروابطها وصلاتها، ورذيلة من رذائل السلوك ذات الضرر البالغ ، ويكفي العبد العاقل اللبيب للحذر من هذا المرض أن يعلم أن الكذب طريق إلى النار، وفيه يخسر الإنسان آخرته بعد خسارة دنياه، والكذب حرام وإن لم يكن فيه أكل لمال الغير بالباطل، فليس في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن تحريمه مشروط بذلك، ولكنه إذا تضمن أكل مال بالباطل كان أعظم جرما وأشد عقوبة والكذب كغيره من المعاصي تستوحش منه النفس المطمئنة الراضية المرضية.

فإذا وقعت فيه مرة هان عليها شأنه، ثم تقع منه ثانيا فيهون عليها أكثر حتى يصبح كأنه سجية وطبيعة، فيكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا، ويقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته " وقال القاضي عياض "وأما الأخلاق المكتسبة من الأخلاق الحميدة، والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها، وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلا عما فوقه، وأثنى الشرع على جميعها، وأمر بها، ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها، ووصف بعضها بأنه جزء من أجزاء النبوة، وهي المسماة بحسن الخُلق، فجميعها قد كانت خلق نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم"

الكلمات المفتاحية الصدق يهدى

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

عاجل

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;