علي أبواب مصر حكايات وآساطير وقصص وروايات شعبيه تناقلها الرواة من جيل إلي جيل ومن عصر إلي عصر وسجلتها كتب التاريخ تقف شاهدا صامتا علي الأحداث وعندمانستنطقها تروي لنا مامر به الشعب المصري من حوادث جسام والآلآم وآحزان وبطولات وإنتصارات وإنكسارات ومآسي ومحن من هذة الشواهد والأبواب الصامتة باب زويلة.
أو ببوابة المتولي نسبه إلي ( متولي الحسبة) الذي كان يجلس بجوار الباب لتحصيل رسوم الدخول للقاهرة وهناك من يقول انه نسبة الى (والي القاهرة) الذي كان يجلس على باب زويلة ليتعرف على شكاوي و احوال العامة من الناس .
سمي بباب زويلة نسبة الى قبيلة زويلة التونسية و التي جاءت مع الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الذي جلب معه منجمين مغاربة لتحديد أفضل مكان لبناء سور مدينة المعز عن طريق الكواكب والنجوم والأفلاك و كانوا يعلقون جرسا في حبل ليعلنوا بدء العمل فبينما هم يتشاورون جاء طائر وحرك الحبل المعلق فدقت الاجراس و انطلق العمل و كان في تلك الساعة صعود المريخ الذي كان احد اسماءه (القاهر)فسميت المدينة بالقاهرة.
كان لباب زويلة بوابتين الباب الأول الذي دخل منه الخليفةالمعز لدين ألله الفاطمي و يؤدي الى الجامع و كان سكان القاهرة يفضلونه حيث كانوا يعتقدون انه بابا مباركا و أن العانس لو مرت به ستتزوج و العاقر لو مرت به ستنجب فكانت النساء تعلق خيوطا في مسامير الباب طلبا للإنجاب أما الباب الثاني فيؤدي الى حوانيت بيع و صنع الدفوف و آلات الموسيقى.
باب زويلة في العهد المملوكي.
ففي عهد السلطان المظفر قطز ضرب اعناق رسل هولاكو وكانت هذة الرؤؤس أول ماعلق علي باب زويلة من رسل ووفود خارجيه فلم يكن من شيم المصريين قتل الرسل فضلا عن التمثيل بجثثهم لكن المظفر قطز أراد بفعلته هذة إزالة حاجز الخوف والرهبة من نفوس المصريين نظرا للدعاية الرهيبة التي سبقت جحافل المغول والمعتقد الذي رسخ في الأذهان بأنهم قوم لايهزمون.
كما شهد باب زويلة شنق السلطان الأشرف طومان باي 1517.
بعد فتح العثمانيون للقسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطيةعام 1453بدأت أنظار العثمانيين تتحول من أوروبا إلي المشرق لتعزيز نفوذهم في مواجهه الدولة الصفوية في الشرق.
وقعت المواجهة العسكرية بين السلطان سليم الاول والغورى في (مرج دابق) انتهت بهزيمة السلطان الغورى فعين المماليك نائبه طومان باي سلطانا علي مصر.
التقي المماليك والعثمانيين مجددا في موقعة الريدانية هزم المماليك وفر طومان باي إلي عين الصيرة.
دخل العثمانيون القاهرة بعدما وشي شيخ العرب حسن مرعي بمكان طومان باي للسلطان العثماني.
كان السلطان سليم الأول معجبا بشجاعة طومان باي حاول استقطابه عرض عليه أن يكون واحداً من رجاله لكن طومان باي رفض عرض السلطان العثماني فقررالسلطان العثماني إعدامه على باب زويلة ونفذ حكم الإعدام في يوم الأثنين الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة 923 هجرية الموافق للثالث عشر من أبريل سنة 1517 ميلادية.
يقول بن آياس فى تحفته الرائعة (بدائع الزهور )"ان المصريين ظلوا فى حداد على الاشرف طومان باى لــ40 يوماً مما اثار غيظ سليم الاول ودفعه الى إباحة المحروسة لجنوده لمدة 21 يوم تنكيلاً بالشعب على وفائه لـ طومان باى.
احتل طومان باي مكانة كبيرة في قلوب الشعب المصري فقد كان فارسا نبيلا صلبا قويا حارب ببساله وشرف ولكن لم تخدمه الظروف.
حتي بعد وفاته كان المصريون يترحمون عليه وعندما يمرون من علي باب زويلة يقفوا في المكان الذي شنق فيه ويقرآءون له الفاتحة فقد كان من سوء طالع طومان باي أن يكون عهده ايذانا بأفول نجم دوله المماليك وسطوع نجم الدولة العثمانيه.