عقدت وزارة الشباب والرياضة برئاسة المهندس خالد عبد العزيز من خلال الإدارة المركزية لشئون الوزير (مكتب الشباب الافريقي) بالتعاون مع مجلس الشباب العربي والإفريقي، جلسة تحت عنوان " ظاهرة التطرف والإرهاب وسط الشباب.. الأسباب والحلول " والتي ادارها الإعلامي محمد حسان بحضور الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية وعضو مجلس النواب المصري، والسيد على عمر، نائب رئيس اتحاد الشباب الافريقى من دولة النيجر، والسيدة أكوم ريق، وكيل وزارة الشباب والرياضة والثقافة بجنوب السودان.
وأشار الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية وعضو مجلس النواب المصري، في حديثه إلى أن مصر تاريخيا معروفة بأحتضانها وترحيبها بكل الأخوة العرب والافارقة حيث أننا جميعا تجمعنا مع العرب وحدة واحدة ومع الافارقة تجمعنا قارة واحدة ننتمى لها جميعا ويربط بينا نيلاً واحداً نشرب منه جميعا، وأن الشباب العربي والافريقى هو رهان المستقبل مضيفاً أنه بالرغم من كل الجهود التي بذلت في العالم كله في محاولة الاتفاق حول تعريف محدد للإرهاب إلا أنه لم يتم حتى الآن الاتفاق حول تعريف دولي واحد ومحدد حول مفهوم الإرهاب حيث تخلط بعض الدول بين الإرهاب وبين المقاومة المشروعة للدول التي كانت تقع تحت الاحتلال أو التي تقاوم حتى وقتنا الحالي.
وتحدث " غطاس " خلال كلمته على أن هناك العديد من الأسباب العديدة التي أدت إلى ظهور ظاهرة الإرهاب حيث لا يوجد سبب واحد يمكن وحده أن يفسر انضمام الشباب إلى الجماعات الإرهابية بينما يوجد هناك اجماع على عناصر أساسية تشارك في صناعة الإرهاب وهى تتمثل في العامل الاقتصادي وما يتضمنه من أنتشار البطالة وسوء توزيع الثروة والفشل في إحداث تنمية حقيقية، والتعليم القائم على التلقين والحفظ وليس التفكير والنقد مما يخرج أجيال قادرة على التسليم بما يطرح عليها من أفكار، والعامل الديني الذى يستند إلى تأويلات محرفة ومختلفة من الدين وخاصة الدين الأسلامى مما يجعلهم يستغلون ذلك في تجنيد الشباب وهو عامل مهم جدا ولذلك في مصر تم إطلاق الدعوة لتطوير الخطاب الديني، والعوامل الشخصية المتمثلة في النشأة والتربية وسيكولوجية هذا الشخص، وتدخل الدولة في ظل وجود بعض النظريات التي تعتقد بأن الجماعات الإرهابية قد قامت بإنشائها قوى دولية، وهى تلك العناصر التي تفسر وبحد كبير نتائج العديد من الإحصائيات والدراسات التي توصلت إلى نتيجة مفاداها انضمام عدد كبير من الشباب الافريقى إلى الجماعات الإرهابية مؤكدا على أن الإرهاب لا يمكن مواجهته عسكريا فقط برغم من أهمية الجانب العسكري في مواجهته إلا أنه هناك ضرورة أكبر لصياغة استراتيجية شاملة تؤخذ كل الأسباب التي تدعو إلى وجود مثل هذه الجماعات حتى يمكن وضع خطط واقعية للمساهمة في مكافحة هذه الظاهرة وتجنب تفاقمها في المستقبل .
ومن جانبه أوضح السيد على عمر، نائب رئيس اتحاد الشباب الافريقى من دولة النيجر، أن الشباب إذا لم يتوفر لهم فرص العمل فيكون أول شيء يتاح لهم هو السفر إلى الخارج مما دفع الكثير إلى الانضمام إلى الجمعات الإرهابية والحركات المتطرفة بسبب البطالة المتزايدة التي هي أحد الأسباب الرئيسية للتطرف فشبابنا إذا لم يجدوا فرص عمل فسيكونوا من الإرهابين المستقبلين، وهذا يرجع إلى سوء الحوكمة وانعدام العدالة الاجتماعية حيث نجد أن مثل هذه المنظمات الإرهابية تقدم أموالا للشباب وفى ظل عدم توافر المعلومات الموثوق منها لعدم وجود وسائل إعلام تتسم بالاحترافية والمصداقية وتقوم بتوصيل المعلومات الصحيحة للشباب فيحصل الشباب وقتها على معلومات غير صحيحة من تلك الوسائل وبالتالي يمكن تجنيدهم وانضمامهم بسهولة إلى المنظمات الإرهابية .
وأضاف نائب رئيس اتحاد الشباب الافريقى، أن هناك مجموعة من الأسباب العديدة التي تجعل الشباب يجندوا في الحركات الإرهابية ومنها الفقر والبطالة والثأر المتمثل في أن هناك من يريد أن يأخذ بالثأر لما حدث ببلاده فلذلك ينضم إلى الجماعات الإرهابية فالإرهاب ليس له وجه محدد، وفي الواقع نجد ان الشباب ليسوا فقط مرتكبي الأعمال الإرهابية ولكنهم أيضا هم الضحايا مما يتطلب التركيز على توفير فرص عمل للشباب ووضع آلية داخلية للمساعدة في حالة وجود أي مشكلات تواجه الشباب.
وطالب " عمر " في حديثه بوضع استراتيجية ترتكز على توظيف الشباب معلنا استعداد اتحاد الشباب الافريقى للتعاون مع مجلس الشباب العربي الافريقى من أجل اقامة شبكة حول السلام ومكافحة التطرف لتكون استكمال لمسيرة المجهودات التي يقوم بها اتحاد الشباب الافريقى منذ عام 2012 في صنع حالة من التوعية التي ربما تفتقد الأدوات الإعلامية التي تعمل على نشرها وتعريف الناس بها .
وأشارت السيدة أكوم ريق، وكيل وزارة الشباب والرياضة والثقافة بجنوب السودان، إلى أن هناك الكثير من القضايا التي تحتاج إلى المناقشة والحل والخروج بتوصيات يمكن من خلالها المشاركة في حل تلك الظاهرة فنجد قضايا التهميش والبطالة وعدم التوظيف والحلم بمستقبل على أولويات تلك القضايا فضلا عن وجود الكثير من الأخطاء التي تكون أخطاء مشتركة ما بين القيادة وبين التنظيم مضيفة بأنه لا يوجد هناك مجال وفرص للتوظيف كما لا توجد القنوات المناسبة التي تعمل على استيعاب المهارات الموجودة لدى الشباب في ظل الاعتقاد الخاطئ بأن الحكومة يجب أن تقوم بتوظيف كل الشباب . وأكدت وكيل وزارة الشباب والرياضة والثقافة بجنوب السودان، على أن هناك العديد من الشباب الذين تم تجنيدهم بدون أن يشعروا أو يعرفوا ذلك عن طريق بث الأفكار الخاطئة لهم بشكل معين موضحة بأن الشباب قد يكونوا لديهم مجموعة من المواهب والطموحات والتي اذا لم يؤخذوا القنوات الشرعية لتنفيذها يجعلهم يسلكون طرق غير شرعية وينضمون إلى الجماعات الإرهابية.