اجتاح انفجار شتوي لدرجات الحرارة المتجمدة اوروبا يوم الاحد مع رياح عاصفة من سيبيريا ادت الى مقتل اربعة اشخاص وتعريض المشردين للقارة للخطر - وهو الاسوأ بعد. وهذه الظاهرة من روسيا خلال الأسبوع المقبل، مما سيجعلها أشد برودة مما تشير إليه موازين الحرارة. وقد ارتبطت المفاجئة الباردة بالفعل بعدد من الوفيات، فضلا عن تأجيل مباراة كرة القدم الايطالية وتسبب فوضى المرور.
في فرنسا، حيث كان من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى ناقص 10 درجة مئوية (14 درجة فهرنهايت) وتشعر منخفضة تصل إلى ناقص 18 C خلال الأيام القادمة، كانت المخاوف مرتفعة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في الشوارع. وعثر على شاب بلا مأوى فى مدينة فالينس فى جنوب شرق البلاد ميتا اليوم الاحد وعثر على رجل اخر ميتا فى مقصورة له فى ضواحى باريس اليوم الجمعة.
وفرت فرنسا ملاجئ طوارئ اضافية للمشردين، وفى كاليس فى شمالى فرنسا، نجا حوالى 200 مهاجر من البرد ليلة السبت. وبعد مرور أكثر من عام على قيام الحكومة الفرنسية بتدمير مخيم الغابة المترامية الأطراف، لا يزال هناك مئات المهاجرين حول ميناء كاليه، على أمل أن يهربوا من الشاحنات إلى بريطانيا.
وتوقعت وكالة الارصاد الجوية البريطانية ان يكون في شمال انجلترا 10 سنتيمترات من الثلوج على مدى الايام الثلاثة المقبلة وسط درجات حرارة يمكن ان تشعر بارتفاع ناقص 15 درجة مئوية. كما حذر من انقطاع السفر على نطاق واسع، قائلا: "من المتوقع أن تصبح أشجار الثلج، التى تؤثر بالفعل فى الأجزاء الشرقية من انكلترا فى وقت مبكر من يوم الاثنين، أكثر ثباتا وانتشارا بعد ظهر الاثنين والمساء".
وقد حذرت صحيفة "ديلي اكسبرس" اليوم الجمعة من ان "البرد البارد" سيبيريا اكسبرس "يرتفع الى بريطانيا". ولم تنج روسيا نفسها، حيث حذرت خدمة الأرصاد الجوية من درجات الحرارة "الباردة بشكل غير طبيعي" حتى يوم الأربعاء، ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة فى منطقة موسكو إلى ناقص 24 درجة مئوية ليلة الأحد، وناقص 35 درجة مئوية فى وسط البلاد.
لقى شخصان مصرعهما بسبب البرد فى بولندا ليلة الجمعة، ليصل عدد الضحايا فى فصل الشتاء الى 46 شخصا منذ نوفمبر، وفقا لما ذكره مركز الامن القومى. ومن المتوقع ايضا ان تتناقص درجات الحرارة فى جميع انحاء المانيا مع انخفاض ناقص 22 درجة مئوية فى بعض الوديان فى جبال الالب فى ولاية بافاريا الجنوبية يوم الاثنين.
تسببت الثلوج الكثيفة في تورينو شمال ايطاليا في تأجيل دوري كرة القدم بين يوفنتوس واتالانتا اليوم الاحد. وستغلق المدارس يوم الاثنين بسبب الثلوج فى روما، مع ناقص 6 درجات مئوية فى ليلة الأحد، كما نصحت السلطات السائقين بتجنب الرحلات فى المناطق الجبلية المحفوفة بالمخاطر بسبب الثلج والجليد.
في النمسا، تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 20 درجة مئوية ليلة الأحد وتشعر أكثر برودة. وقال ستيفان كيسنهوفر من مصلحة الارصاد الجوية النمساوية زامج لصحيفة اوستيريتش "ان الامر سيشعر بناقص 30".
كانت المجر فى حالة تأهب منذ يوم السبت، بينما أغلقت الثلوج الكثيفة بعض المدارس فى كرواتيا يوم السبت. كما أغلقت المدارس في العاصمة الرومانية بوخارست، فضلا عن ثلاثة مناطق في جنوب البلاد، مع توقع المزيد من تساقط الثلوج وسط انخفاض ناقص 15 C إلى ناقص 20 C.
وتم تشجيع النساء الحوامل ومرضى غسيل الكلى في عدة أجزاء من البلاد على الذهاب إلى المستشفى لتجنب تقطعت بهم السبل في المنزل في حالة الطوارئ. وحذرت وكالة الفضاء الاسبانية من "تساقط الثلوج" على شبه الجزيرة الايبيرية وجزر البليار. ومع ذلك استفاد عدد قليل من الشجاعة من البرد السيبيري، مع بعض المتزلجين الهولنديين المغامرين الذين يأتون إلى القنوات والبحيرات في البلاد.
وقد عززت السلطات الهولندية بشدة التزلج على الجثث الطبيعية من المياه، بيد ان الظروف قد تكون اكثر ايجابية بعد بضعة ايام باردة فى شمال البلاد لمن يحرصون على محاكاة اولمبياد الشتاء. كما لم تمنع درجة حرارة التجمد بضع مئات من السباحين الذين يقفزون الى نهر ميوز الذى كان 3 درجات مئوية بينما كان ناقص 2 درجة مئوية خارج منطقة هوى البلجيكية صباح اليوم الاحد. ولكن أقل من متوسط درجات الحرارة لا يتوقع في كل مكان.
ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن العديد من المناطق في جميع أنحاء أوروبا يمكن أن تكون أكثر برودة من القطب الشمالي هذا الأسبوع، مع ارتفاع درجة الحرارة في محطة الطقس كيب موريس جيسوب في الجزء العلوي من غرينلاند فوق تجميد عدة مرات منذ منتصف فبراير شباط.