عاجل: نادية مصطفى تشارك لاول مرة في ملتقى أولادنا

كربيسو ديالو يسلط الضوء علي مرتزقة الحكومات الأوروبية في مستعمرات افريقيا

كربيسو ديالو يسلط الضوء علي مرتزقة الحكومات الأوروبية في مستعمرات افريقيا
هذا الكتاب يلقي الضوء علي اهم المرتزقة التي كانت تستخدمهم الحكومات الاوروبية في مستعمراتها السابقة في افريقيا من اجل احداث انقلاب عسكري أو تمرد قبلي أو دعم مجموعات انفصالية ضد اي نظام يظهر عليه التوجه الاشتراكي او يسعي للتحرر السياسي والاقتصادي.
ومن ضمن أخطر المرتزقة الذي ذكرهم المؤلف في الكتاب "بوب دينار" الذي بدأ حياته العسكرية في خدمة البحرية الفرنسية بفيتنام عام 1950 ثم انضم إلى الشرطة "الاستعمارية" الفرنسية في المغرب ثم سجن في عام 1956 بتهمة التورط في مؤامرة لاغتيال رئيس الوزراء الفرنسي "بيير فرانس". ثم عاد الي باريس يعمل كبائع للاواني النحاسية الي ان قرأ اعلاناً في عام 1964 نشرته احدى الصحف لشركة تعدين "فرنسية" كانت تستحوذ علي بعض المناجم في مقاطعة كاتنغا في الكونغو. كانت الشركة تبحث عن "حراس أمن". ومنذ ذلك الوقت لم يعثر لدينار على أثر في باريس. بعد 7 أشهر ظهر في زي ضابط مظلات، وسرعان ما سمى نفسه "الكولونيل بوب"، وبدأ يمارس مهمته قائداً لاحدى عصابات مقاطعة كاتنغا وأصبح المستشار المقرب لزعيم متمردي اقليم "كاتنغا" الانفصالي "مويز تشومبي" وساعد فيما بعد الجنرال الانفصالي "جيم اودوميجو اوجوكو" في حرب بيافرا النيجيرية ثم منحه البرتغاليون حق اللجوء في مستعمراتهم وأمنوا له العودة إلى فرنسا.
ومن 1963 إلى نهاية 1964 عمل مع المخابرات البريطانية باليمن ضمن الجيش الملكي الموالي للإمام بدر والمسانَد من طرف السعودية ضد الجمهوريين المسانِدين من طرف النظام المصري ثم عاد سنة 1964 إلى إقليم "كاتنغا" حتي تم طرده عام 1967. وفي تلك الفترة كلف من وكالة الاستخبارات الامريكية للقيام بعمليات تخريبية في ليبيا.
ثم استأنف القتال سنة 1975 في اقليم "كابيندا" الأنغولي إلى جانب حركة "يونيتا" وزعيمها "جوناس سافيمبي" الذي كان مدعوم من البرتغال ونظام "الابارتيد" محتل جنوب أفريقيا ولكنه فشل بعد تدخل القوات الثورية الكوبية بجانب الشعب الأنغولي.
بعد ذلك ذهب الى الغابون حيث اختاره "عمر بونغو" مستشاراً "عسكريا" ومن هناك كان يخطط لتنفيذ انقلاباً في جزر القمر أطاح بحكومة الرئيس "أحمد عبدالله عبدالرحمن" وأقام مكانه "علي صويلحي"..
وفي العام 1977 جند فرقة من المرتزقة "المحليين" نفذت محاولة انقلاب في جمهورية بنين هدفت الى اطاحة حكومة "ماثيو كيريكو" الاشتراكية. غير ان الحزب الشعبي الحاكم استعان بقوات كورية شمالية ساعدت في أحباط الانقلاب.
ثم عاد "دينار" مرة اخري في عام 1978 إلى جزر القمر ليطيح بعلي صويلحي ويساهم في قتله ويعيد الرئيس السابق "علي عبد الله" إلى منصبه "اسمياً" اذ ظل هو الرئيس الفعلي ولترسيخ اقدامه وتعزيز تحالفاته بين سكان الجزيرة تزوج من احدى الفتيات القرويين وأعلن اعتناقه الاسلام وغير اسمه إلى "سعيد مصطفى محجوب" وكان كل هذا من اجل تحقيق غايته في توسع سلطته بين أبناء الجزيرة. وبدأ يتلقى مساعدات تشمل الاسلحة والاموال من نظام الابارتيد. ثم تم تعينه بمنصب رئيس الحرس الجمهوري وهي كانت القوة العسكرية الوحيدة في جزر القمر وقوامها كان تعداده 700 جندي. وفي عام 1989 قتل الرئيس "احمد عبدالله" في مكتبه بعد أن أصدر قرارا بحل الحرس الرئاسي الذي كان يقوده بوب دينار....وبعد ذلك تم تهريب بوب دينار إلى "بريتوريا" بجنوب أفريقيا من طرف مساعده "المحلي" في الحرس الجمهوري "سعيد محمد جوهر" الذي استولي علي الحكم بعد ذلك....وفي 27 نوفمبر 1989 أطاح بوب دينار وبعض المرتزقة ب "محمد سعيد جوهر" ليحل محله "محمد تقي عبد الكريم" الذي سهل ل دينار ومرتزقته الهروب الي فرنسا.
وفي عام 1993 اتهم دينار بتدبير انقلاب فاشل في بنين. وبعد عامين قام مع 40 من رجاله بعملية إنزال على شواطئ جزر القمر في محاولة للإطاحة برئيسها. وتدخلت حينها القوات الفرنسية لاستعادة النظام وكانت تلك إشارة إلى قرار باريس الاستغناء نهائيا عن خدماته بعد ان بدأ يتمرد علي أوامر اسياده في قصر الالزيه. بعد ان كان هذا المرتزق جزءا من لعبة الشطرنج التي أديرت خلال الحرب الباردة افادت سياسات فرنسا الخارجية في مستعمراتها السابقة ، وبوب دينار كان لا يخفي أن ما يقوم به يتم بموافقة ضمنية من الحكومات الفرنسية، وقد أجاب ذات مرة عن سؤال عما إذا تلقى ضوءا أخضر من باريس وكان رده: "ليس بالضبط، تلقيت ضوءا أصفر فقط".
مذكور في الكتاب كيف دافع عنه رئيس الاستخبارات الفرنسية السابق "جان دبيت" بالقول: أجهزة الاستخبارات حين لا تكون قادرة على القيام بأنواع محددة من العمليات السرية الخاصة، فهي تستخدم تشكيلات موازية وهذا هو الحال الذي كان عليه بوب دينار". ولم يرتبط بسلطات بلاده التي زودته بجوازات السفر وبالمال والسلاح بل ارتبط بعلاقات وثيقة مع الاستخبارات الأمريكية والبريطانية.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;