أن تدرك حب الناس فتلك غاية صعبة المنال فسبحان من يرضي العباد فلك أن تتخيل أن هؤلاء العباد منهم من لم يرضي علي رب العباد نفسه سبحانه وتعالى وعبد غيره .
كل يراك بعين طبعه فمن يحبك ليس بحاجة لمبررات ولا كلمات فمن قلبك لقلبه رسول لك داخله أشياء كبيرة وعظيمة ورصيد كبير من الحب تنهل منه ما تشاء وقتما تشاء يفسر كل افعالك علي أنها بدافع الحب حتي لو صادف منها ما يؤذيه يكفيه منك أنه يعرف أنها بدون قصد وان الدافع منها كان الخير والخير فقط هذا احساسه الصادق النابع من ثقته العمياء فيك
علي النقيض من يكره لا يعرف غير الكره والشر مهما قدمت ومها عملت دائماً ظنه السوء فيك لو صادف وأنقذت حياته من تحت عجلات القطار ربما أول ما يفكر فيه أنك عملت ذالك من أحل بطولة ولو كنتما وحدكما ربما كنت تركته لقضاه للأسف ما بينك وبينه ليس سوي احساس بنقص وظن منه أنك افضل منه ولن يرتاح له بال حتي يراك هالك أنا لا أبالغ ولا أهول ولكن الكره من غير دوافع مميت لصاحبه ومن حوله هو نتاج نقص ايمان وثقة في النفس واحساس بنقص فالكره لا يدخل قلوب الأقوياء والمميزين ولا علية القوم فالعين لا تكره الا من هو احسن منها ولا تكره أبداً من هو أدني منها .
ولنا أن نعلم العلاج الشافي لتلك القلوب من هذا المرض من أسباب المرض نفسه والعمل علي تلافيها أولا بالايمان أننا جميعاً اخذنا من الرزق ما يكفينا ولو ذاد لأطغانا وانه ليس هناك من هو أفضل منك الا بخلقه ودينه وليس بمظاهر زائلة وأخيراً أحب ان أقول لكم لا ترهقوا انفسكم في كسب كل قلوب المحيطين بكم فقط كونوا بشرا مع الجميع عاملوهم بأخلاقكم ولا تعاملوهم بأخلاقهم ولا تنتظروا المحبة إلا من احبابكم فقط واحبوا أنفسكم لكي تقدروا تحبوا الجميع