عاجل: رئيس الجامعة والمحافظ يفتتحان الافتتاح التجريبي لمستشفى جامعة بورسعيد الجامعي

رأس السنة القبطية.. نهر يتجدد ودماء لا تُنسى

رأس السنة القبطية.. نهر يتجدد ودماء لا تُنسى

حين يطل شهر توت ببهائه، يطل معه القلب فاتحا أبوابه لبداية جديدة، بداية تتوشح بذكرى الشهداء وترتوي بدمائهم الطاهرة، وبخضرة الحقول التي يرويها فيضان النيل في مطلع الخريف. 

 

في هذا اليوم يبدأ التقويم القبطي، الذي لم يكن مجرد حساب للأيام، بل سجلّ حيّ للحب والبذل للإيمان والاحتمال ،لمحبة الأعداء حتي الدم.

 

النيروز.. كلمة تنبض بالحياة، تنساب كجدول صافٍ من أعماق التاريخ لتروي حاضره ومستقبله، في الأصل هي "ني يارو" أي الأنهار، فمصر كانت ولا تزال هبة النيل، ومن فيضانه كانت الأفراح والآمال تتجدد، وكانت الأرض تنبض بالخصوبة كما تنبض القلوب بالرجاء.

 

لكن العيد لم يبقَ مجرد احتفال زراعي، بل ارتدى ثوب الشهادة حين خطّ دماء الأبرار صفحات جديدة من التاريخ، فصار النيروز عيدًا للثبات في الإيمان، وقصة للكرازة بالإنجيل للعالم أجمع الذي انتشر بسفك دماء الشهداء والقدوة أكثر من انتشاره بالوعظ والتعليم ومنه نبتت كنيسة حيّة قوية، متجذرة في أرضها كالنخيل، وراسخة في سمائها كالنجم.

 

ولأن الرموز لا تموت، ظل المصري يحتفل بالنيروز بثمر الأرض "البلح الأحمر رمزًا للدم المسفوك، ونواته البيضاء رمزًا لنقاوة القلب"، و "الجوافة ببياضها إشارة إلى الطهارة والسلام"، هكذا تتشابك الأرض بالسماء، والزرع بالإيمان، والنهر بالروح.

 

إنه عيد التجدد، عيد الأمل الذي لا ينكسر، والبدء الذي لا ينطفئ. كل عام يبدأ فيه الإنسان من جديد، يخلع أثقال الأمس ويلبس ثوب الرجاء. وكما يجدد النيل وجه الأرض، يجدد النيروز وجه الروح، ليذكرنا أن الحياة عطية من الله، وأن الشهادة هي أسمى صور المحبة.

الكلمات المفتاحية

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

عاجل

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;