علماء العراق يشيدون بجهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز الحوار والتفاهم بين مكونات الأمة

علماء العراق يشيدون بجهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز الحوار والتفاهم بين مكونات الأمة

شهدت فعاليات اليوم الثامن بمعرض العراق الدولي للكتاب، ندوة رئيسية بعنوان "مجلس حكماء المسلمين وبناء جسور التفاهم بين المسلمين"، وذلك على المسرح الرئيسي للمعرض، بحضور نخبة من العلماء والمفكرين والمهتمين بالشأن الديني والاجتماعي، شارك فيها كل من فضيلة الشيخ عبد الوهاب السامرائي، عضو المجمع الفقهي العراقي وخطيب الحضرة الحنفية المباركة، والدكتور هاشم سرحان العوادي، عضو المجلس الاستشاري لمركز البلاغي دار العلم للإمام الخوئي، وأدار الندوة الدكتور سمير بو دينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام.

 

وافتتح الدكتور سمير بو دينار الندوة بالتأكيد على أهمية الحوار والنقاش في معالجة قضايا المجتمع الإسلامي وتعزيز السلم الأهلي، موضحاً أن النقاشات اليوم تتناول مد جسور بين المذاهب والمكونات الأصيلة، مؤكدًا أن مجلس حكماء المسلمين يقوم بدور محوري في تعزيز التفاهم بين المسلمين وذلك من خلال مبادرة الحوار الإسلامي الإسلامي التي تهدف إلى تعزيز التواصل بين مختلف المدارس والمذاهب، بالإضافة إلى نداء أهل القبلة الذي دُعي فيه جميع المسلمين إلى الوحدة والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.

 

من جانبه، تطرق الدكتور عبد الوهاب السامرائي إلى الأسس الدينية للحوار والوحدة الإسلامية، مستشهدًا بالآية القرآنية: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ"، مؤكدا أن توحيد المنهجية الإسلامية لا يعني محو الاختلافات، بل تحقيق التوازن بين الوحدة والخصوصية المذهبية. وقال إن الحوار الإسلامي الداخلي أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، خاصة في ظل تعدد المذاهب والمدارس الفكرية، مشددًا على أن الحوار يجب أن يكون طبيبًا يبتغي العلاج لا الجرح.

 

وأشار السامرائي إلى أن نداء أهل القبلة يمثل خطوة حكيمة لتعزيز الوحدة دون الإضرار بالخصوصيات المذهبية. وأضاف أن هذا النداء لا يعني صهر المذاهب أو طمس الخصوصيات، بل الاتفاق على المشتركات وتقويتها، مؤكدًا أن الاختلاف دليل حياة وحيوية الفكر الإسلامي. كما أشار إلى أهمية نزع الخلافات الطائفية والعقدية بين المسلمين، معتبرًا أن الوحدة يجب أن تُبنى على أساس من الاحترام المتبادل والتفاهم، وليس على إجبار أحد على التخلي عن معتقداته أو توجهاته.

 

وفي كلمته، أكد الدكتور هاشم سرحان العوادي على أن تحويل المبادرات النظرية إلى أطر عملية ملموسة في المجتمع ضرورة ملحة، موضحاً أن مشاركة مجلس حكماء المسلمين في مثل هذه الفعاليات، مثل معرض العراق الدولي للكتاب، تساعد في نشر قيم التفاهم والاعتدال بين مختلف شرائح المجتمع. 

 

وأضاف أن التعددية والاختلاف جزء طبيعي من المجتمع الإسلامي، مستشهداً بالآية الكريمة: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، مؤكداً أن التعددية ليست تهديدًا، لكن من المهم أن يكون هناك مرجعيات واضحة للمعلومة الدينية لضمان صحتها وعدم استغلالها لأغراض شخصية، مؤكدا على أن التوعية والتعليم المجتمعي يمثلان خط الدفاع الأول ضد الانحرافات الفكرية، مشيدا في الوقت ذاته بالمبادرات التي يقودها مجلس حكماء المسلمين والتي تعيد الأمل في لم الشمل وتعزيز التماسك الاجتماعي.

 

تأتي هذه الندوة في إطار جهود مجلس حكماء المسلمين المستمرة لتعزيز السلم الأهلي والمجتمعي، ونشر قيم الحوار والتفاهم بين مختلف المكونات الإسلامية، وهو ما يعكس الدور الحضاري للإسلام في مواجهة الانقسامات والصراعات، ويبرز أهمية المبادرات الفكرية والتعليمية في بناء مجتمع متماسك ومتوازن، قادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.

 

الكلمات المفتاحية

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

عاجل

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;