محمد حسن حمادة يكتب: حليم في ذكراه

محمد حسن حمادة يكتب: حليم في ذكراه

جاء من الشرقيه شابا نحيلا بملامح مصريه سمراء اصيله تشبه طمي النيل المتشبع بالخصوبه. من كان يتخيل أن هذا الفتي النحيل سيغدوا احد اهم ايقونات الفن العربي وسيتربع علي عرش الغناء العربي وينازع وينافس ام كلثوم وعبدالوهاب ويصبح ثالوثهم الفني بل اجبر صوت حليم عبدالوهاب علي التلحين له.
عندما بداء مسيرته الفنيه بالاسكندريه وغني (صافيني مره) طلب منه الجمهور أن يغني لعبدالوهاب فرفض وقال لهم أنا اسمي عبدالحليم مش عبدالوهاب فقذفوه بالطماطم هذه الحادثه تعبر بوضوح عن شخصيه عبدالحليم ومدي ثقته واعتزازه بنفسه .


شأت الأقدار أن يكون عبدالحليم احد الفنانين الذين سيشاركون في حفل اضواء المدينه ذهب إلي مقدم الحفل وكان آنذاك يوسف بك وهبي وطلب منه أن يغني في الحفل فقدمه يوسف بك وهبي علي مسئوليته الشخصيه كان الحفل بحضور مجلس قياده الثوره وقبل أن يغني حليم خدمته الأقدارالغيت الملكيه واعلنت مصر كجمهوريه تقدم حليم وغني نفس الاغنيه (صافيني مره )ليصفق له الجمهورهذه المره دون توقف إلي الآن فارتبط صوته بعهد جديد ومن بعدها صار مطرب ثوره يوليو فكان عنوانها واداتها وقوتها الناعمه.
اغانيه الوطنيه مازال يتردد صداها إلي اليوم ففي ٢٥يناير كان صوت حليم يصدح في ميدان التحرير ليؤكد انه مطرب كل الثورات ومطرب كل العصور وهذا من علامات زمن الفن الأصيل الذي يبقي ولا يفني فهو واحد من جيل العمالقه الكبار الذي للأسف قد انقرض. 


موسيقاه شرقيه طربيه اصيله تخترق الاذان وتسكن القلوب لحن له اعظم ملحني عصره علي رأسهم استاذه موسيقار الأجيال عبدالوهاب والموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي وغيرهم ابدعوا وتألقوا معا وقدموا روائع زمن الفن الجميل. 

رحله صعود لنجم حفر اسمه في عالم الغناء العربي تسلل صوته الدافئ إلي القلوب والوجدان رحل بجسده وبقي فنه وترك بصمته الفنيه الرائعه وقصه انسانيه تروي للأجيال لشاب تحدي مرضه بصمت وكبرياء تحالف القدر مع موهبته وذكائه ليصنع منه اسطوره فنيه اسعدت كل الشعوب العربيه فتحيه للعندليب في ذكراه.....

 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;