سياسيون خليجيون: 'إمارة تميم' مهددة إذا استمرت سياساته.. وشبح العزلة يحاصر 'الدوحة' متابعه : احمد ذكى

سياسيون خليجيون: 'إمارة تميم'  مهددة إذا استمرت سياساته.. وشبح العزلة يحاصر 'الدوحة' متابعه : احمد ذكى

رصدت مجموعة من الكتاب والسياسيين الخليجيين عدة ملامح سيناريوهات الأزمة القطرية مع مصر ودول الخليج العربى بعد قرارات تاريخية بمقاطعة «الدوحة» على جميع المستويات، رفضاً لسياساتها، وأبرز تلك السيناريوهات: مغادرة أمير قطر تميم بن حمد السلطة، أو أن يحدث شغب داخلى نتيجة الضغوط التى ستخلفها القرارات الاقتصادية الخليجية. 

 

وقال رئيس تحرير جريدة «السياسة» الكويتية أحمد الجار الله، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «الأزمة الآن صارت فى النفوس وليست فى النصوص، والآن دول مجلس التعاون الخليجى حتى لو عادت قطر، وتراجعت تلك الدول عن قراراتها تجاه الدوحة، فستكون عودة بحذر، لأن قطر لا توفى بالتزاماتها أو تعهداتها». 

 

وأضاف «الجار الله»: «هذه المرة ليست كالمرة الأولى التى كانت أيام العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 2014، هذه المرة أبرزت السعودية الأذى الذى تعرضت له دول الخليج، والآن الرياض معها تحالف دولى كبير، مثل مصر ودول إسلامية ودول عربية أخرى، فعزل قطر أصبح أمراً سهلاً». وقال «الجار الله»: «عزل قطر سيسبب لها مشكلات اقتصادية، وسيسبب لها مشكلات أمام شعبها، خصوصاً أن هذا العزل من دول مجلس التعاون يمنع انسياب وتحرك السلع والأشخاص، ما يعنى أن الشعب القطرى سيتأذى، والشعب القطرى يعلم أن حكومته هى السبب، وهى التى جرّت عليه هذا الأذى، وبالطبع سيكون هناك متغيرات داخل قطر من الداخل أو من الخارج ستصيب قطر بالأذى نتيجة دعمها للإرهاب».

 

التخلى عن «الإخوان» وإيران المخرج الوحيد.. و«الجار الله»: أتوقع مغادرة أمير قطر السلطة باتفاق خارجى.. ومحامٍ كويتى: «الدوحة» لن تتحمل العزلة وستتخلى عن «الإخوان» و«طهران».

 

 وقال الكاتب والسياسى الكويتى: «قطر ستعانى كما عانت إيران، لكن إيران دولة كبيرة جغرافياً تستطيع التحمل، لكن الدوحة لن تستطيع تحمل العزلة، وقد يكون هناك متغيرات كبيرة فى الجسم الحاكم». وأضاف: «من الممكن أن يغادر تميم بن حمد السلطة، وأن تتم إعادة أوراق الجسم الحاكم فى قطر، ومن الممكن أيضاً أن تمر قطر بشغب عالٍ وداخلى مزعج، ومن الممكن أن يأتى التغيير باتفاق خارجى من دول جوار ومن دول متضررة من الإرهاب مثل أمريكا وأوروبا تساعد على هذا الأمر، أعتقد أن المتغير قادم، أو ينتهى بشغب مزعج بالنسبة للأسرة الحاكمة». وقال «الجار الله»: «لو أعلنت قطر -الإعلان قبل الإعلام- أن تتخلى عما اشتكت منه دول مجلس التعاون وما اشتكت منه مصر ودول أوروبية، ويلزم أن تتعهد قطر بعدم دعم الإخوان، وتتخلص من جميع الارتباطات مع جماعة الإخوان، ودون ذلك فدول الخليج لا استعداد لديها لإعادة فتح الصفحة مع قطر، ودول الخليج لا يهمها أن تبقى قطر فى مجلس التعاون أو تخرج».

 

 

من جهته، قال الكاتب السياسى الإماراتى الدكتور عبدالخالق عبدالله، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «قطر تتحمل المسئولية الكاملة عما وصلت إليه الأوضاع فى الخليج، ومستقبل هذه الأزمة سيتوقف كله على تعاطى الدوحة مع المواقف الخليجية، إذا قررت الاستمرار فسيكون هناك مزيد من التصعيد الخليجى ضدها». وأضاف «عبدالله»: «الآن على قطر أن تتراجع عن السياسات التى أغضبت دول الخليج، وأن تراجع موقفها من دعم المجموعات الإرهابية، وعلى الدوحة أن تتوقف عن دعم مجموعات تقوم باضطرابات فى دول أخرى كما هو الحال بالنسبة لمصر، وأن تتوقف عن تمويلهم، هذه خطوات أساسية وضرورية على السلطات القطرية اتخاذها إذا أرادت العودة». 

 

وقال «عبدالله»: «من الوارد فى الوقت الحاضر أن يكون هناك تغيير داخل السلطة الحاكمة فى قطر، بالطبع هذا شأن داخلى وشأن يعود إلى الأسرة الحاكمة، ولكن أعتقد أنه حان الوقت لتفكر الأسرة الحاكمة فى قطر بهذا الأمر».

 

وقال عضو مجلس الشورى السعودى السابق اللواء ركن حمد بن عبدالرحمن الحسون، فى اتصال لـ«الوطن»، حول سيناريوهات الأزمة: «بداية أؤكد دعمى الكامل للقرارات العربية التى اتخذتها دول خليجية ومصر ضد قطر، وإن كنت فى الوقت ذاته أشعر بالأسف لما أوصلتنا له الدوحة، وأتمنى من الله أن تعود الأمور إلى مسارها الطبيعى». وأضاف: «الوضع القطرى الآن أشبه بجزء من الجسد مصاب بالسرطان (ورم سرطانى) ودول الخليج تعالج هذا الجزء من الجسم، والإجراء الذى حدث جزء من العلاج لهذا السرطان الذى يتمثل فى الخروج عن الإجماع العربى، وأعتقد أن قطر إزاء تلك القرارات ستستمر فى غيها، ولن تتراجع عن سياساتها على الأقل فى الفترة الحالية، بصفة عامة لا يمكن أن نجزم بشىء، ولكن الدوحة ستستمر فى سياساتها لفترة معينة ثم ستعود».

 

 وقال «الحسون»: «فى يوم من الأيام سترجع قطر، وفى الوقت الحاضر ستبرهن وتحاول أن تثبت أنها على حق، وهى بالأساس على باطل». 

 

وأضاف: «القرارات الخليجية لن يشعر بها السادة فى قطر، وإنما المتضرر الأول والأخير هو المواطن القطرى، وللأسف الشديد فإن الذين يبنون السياسة القطرية لن يشعروا بالمعاناة التى سترجع على شعبهم». وقال السياسى السعودى: «لا أعتقد أن يغادر تميم بن حمد السلطة، ولكن لو كان الأمير القطرى سيغير سياساته فسيكون ذلك نتيجة لضغوط من الداخل القطرى ومن الخارج، فسيغير سياساته لا محالة».

 

وقال المحامى والسياسى الكويتى بسام العسعوسى، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «قطر بسياساتها اختارت الخروج عن المنظومة العربية، وهناك إجماع عربى ضد قطر، وأعتقد أن قطر ستتراجع لأنها لا تستطيع التخلى عن السعودية عمقها الاستراتيجى، أو باقى الدول الخليجية والعربية، وإلا ستبقى وحيدة منعزلة عن باقى الإجماع العربى، خاصة إذا وضعنا قطر فى كفة ودولاً مثل السعودية والإمارات ومصر والبحرين فى الكفة الأخرى». وقال «العسعوسى» المحامى المناهض لجماعة الإخوان فى الكويت: «التحالف بين الدوحة والإخوان هو تحالف تكتيكى وتحالف مصلحة، إنما العلاقة الحقيقية والاستراتيجية لقطر فهى مع باقى دول الخليج العربى، وخاصة المملكة العربية السعودية، وأعتقد أن قطر لن تلقى بكل توجهاتها فى سلة الإخوان، وفى وقت ما ستتراجع عن علاقتها بالجماعة، وستتوقف عن دعمها وستتخلى عن الإخوان». وتابع «العسعوسى»: «وليس التخلى عن الإخوان فقط، وإنما كذلك ستتراجع عن علاقاتها بإيران، إيران لن تكون بديلاً للدوحة عن باقى الدول العربية ودول الخليج». وقال الناشط الكويتى: «قطر لن تستطيع أن تبقى وحيدة فى مواجهة كل تلك الدول، وربما نجد دولاً عربية جديدة تنضم إلى الموقف المصرى السعودى الإماراتى البحرينى، والدوحة بالتالى لن تصمد أمام كل هؤلاء».

 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;