من أسباب السعادة أكل الحلال

من أسباب السعادة أكل الحلال
حقا من أعظم أسباب السعادة أكل الحلال تجد نورا في الوجه ضياءا في القلب وراحة في بدنه ويشعر ببركة عظيمة في كل أمور حياته بل بركة في ماله بركة في بدنه بركة في اولاده بركة في عملة وسعية بركة في عمره فلا يتعثر ولا يتداين بل يحث أنه أمتلك الدنيا

الحلال هنيء مريء، ينير القلوب، وتنشط به الجوارح، وتصلح به الأحوال، وتصحُّ به الأجسام، ويستجاب معه الدعاء .

الحلال سبب في التوفيق للطاعة: يقول سهل رحمه الله: من أكل الحرام عصت جوارحه شاء أم أبى, علم أو لم يعلم، ومن أكل الحلال أطاعت جوارحه ووفقت للخيرات .

قوة وعافية: ذُكِرَ الحلال عند بكر بن عبد الله المزني فقال بكر: إن الحلال لو وُضع على جرح لبَرِئَ .

الحلال سبب في تذوّق حلاوة العبادة: عن عبد الله بن المبارك قال: قيل لوهيب بن الورد أيجد طعم العبادة من يعصي الله قال لا ولا من يهم بالمعصية .

أكل الحلال يليّن القلب: سئل الإمام أحمد ما يليّن القلب ؟ فقال: أكل الحلال, فسأل السائل بشر بن الحارث وعبد الوهاب الوراق رحمهما الله فقالا: يذكر الله، فذُكِرَ لهما قول الإمام أحمد, فقالا: جاء بالأصل .

الحلال سبب موجبٌ لإجابة الدعاء: عن ابن عباس قالَ: قام سعدُ بنُ أبي وقاص فقال: يا رسول الله، ادع الله أنْ يجعلني مستجابَ الدعوة، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : « يا سعد، أطِبْ مطعَمَك تكن مستجاب الدَّعوة، والذي نفس محمد بيده إنَّ العبد ليقذف اللُّقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله منه عمل أربعين يوماً، وأيُّما عبدٍ نبت لحمُه من سُحْتٍ فالنارُ أولى به »(أخرجه الطبراني ).
قيل لسعد بن أبي وقاص: تُستجابُ دعوتُك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم !؟
فقال: ما رفعتُ إلى فمي لقمةً إلا وأنا عالمٌ من أين مجيئُها، ومن أين خرجت .
وعن عمر رضي الله عنه قال: بالورع عما حرَّم الله يقبلُ الله الدعاء والتسبيحَ .

دعاء آكل الحرام مردود:
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « إنَّ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلاَّ طيِّباً.. ثمَّ ذكَرَ الرَّجُلَ يُطيلُ السَّفرَ: أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يمُدُّ يدَيهِ إلى السَّماءِ: يا رَب يا رب، وَمَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، وَمَلْبَسُهُ حرامٌ، وَغُذِّيَ بالحَرَامِ، فأنَّى يُستَجَابُ لِذلكَ ؟ »
(رواه مسلم ) .
لقد جُمع في حال هذا الرجل عدة أمور هي سبب في إجابة الدعاء عادة,
من الغربة والسفر، والذُّلِ والمسكنة, والحاجة والفاقة, والتضرع والإلحاح.. ولكنه قد قطع صلته بربه، وحرم نفسه من مدد مولاه، ومنع من إجابة دعاه, لأنّه توسّع في الحرام أكلاً وشرباً ولبساً وتغذيةً، ونبت لحمه وبنيت خلاياه من حرام، فأظلم عنده جهاز الاستقبال عن الله, وخرب جهاز الإرسال، فبات يدعو الله بجهاز إرسال فاسد مُشوّش دَنَّسه وخالطه الحرام .. فكيف يُستجاب له؟..
- قال يوسف بن أسباط: بلغنا أنَّ دعاءَ العبد يحبس عن السماوات بسوءِ أكل الحرام

عن زيد بن أرقم قال: كان لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مملوك يغل عليه، فأتاه ليلة بطعام، فتناول منه لقمة، فقال له المملوك: مالك كنت تسألني كل ليلة، ولم تسألني الليلة؟ قال: حملني على ذلك الجوع، من أين جئت بهذا؟ قال: مررت بقوم في الجاهلية، فرقيت لهم، فوعدوني، فلما أن كان اليوم، مررت بهم، فإذا عرس لهم، فأعطوني؛ قال: إن كدت أن تهلكني، فأدخل يده في حلقه، فجعل يتقيأ، وجعلت لا تخرج، فقيل له: إن هذه لا تخرج إلا بالماء، فدعا بطست من ماء، فجعل يشرب ويتقيأ، حتى رمى بها؛ فقيل له: يرحمك الله، كل هذا من أجل هذه اللقمة، قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي، لأخرجتها؛ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل جسد نبت من سحت، فالنار أولى به». فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة.

عن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرجل من المتقين، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، حتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين ملبسة، ومن أين مشربه: أمن حلال ذلك، أم من حرام

أكل الحلال ينور القلب ويصلحه، فتزكو بذلك الجوارح، وتُدْرَأ المفاسد، وتكثر المصالح.
وبالعكس فإن أكل الحرام والمشتبه يُصدئ القلب ويُظلمه، ويُقَسِّيه، وهو من موانع قبول الدعاء.
فالطيب عنوان سعادة العبد، والخبيث عنوان شقاوته.
فالطيب لا يناسبه إلا الطيب، ولا يرضى إلا به، ولا يسكن إلا إليه، ولا يطمئن قلبه إلا به، فله من الكلم الطيب الذي لا يصعد إلا إلى الله، وكذلك لا يألف من الأعمال إلا أطيبها، وهي الأعمال التي اتفق على حسنها الشرع والعقل والفطرة، وله أيضًا من الأخلاق أطيبها وأزكاها، ولا يختار من المناكح إلا أطيبها وأزكاها، ومن الرائحة أطيبها وأزكاها، وكذلك لا يختار من الأصحاب إلا الطيبين منهم، ولا يختار من المطاعم إلا أطيبها، وهو الحلال الهنيء المريء الذي يُغذى البدن والروح أحسن تغذية،
وعنه قال: لا يسلم للرجل الحلال، حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال.
وقال أيضاً: لو أن كل إنسان منا تعاهد كسبه، ولم يكسب إلا طيباً، ثم أخرج ما عليه، ما احتاج الأغنياء، ولا احتاج الفقراء.
عن عبد الله اليحصبي قال: كان وهب ابن منبه يقول: أزهد الناس في الدنيا ـ وإن كان مكباً عليها حرصاً ـ من لم يرض منها إلا بالكسب الحلال الطيب، وإن أرغب الناس فيها ـ وإن كان معرضاً عنها ـ من لم يبال ما كان كسبه فيها، حلالاً، أو حراماً؛ وإن أجود الناس في الدنيا: من جاد بحقوق الله، وإن رآه الناس بخيلاً بما سوى ذلك، وإن أبخل الناس في الدنيا: من بخل بحقوق الله، وإن رآه الناس جواداً بما سوى ذلك.

عن أبي تراب قال: بيني وبين الله عهد: ألا أمد يدي إلى حرام، إلا عصرت يدي عنه.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;