الهروب كلمه تحمل فى طياتها الكثير من المعانى ولكننا لا نرى منها سوى المعنى السلبى لها وهو الخوف من المواجهة أو الفرار أو الهزيمة ولا ندرك أننا نمارس الهرب فى حياتنا بشكل يومى فنحن نهرب من الشى الذى نحبه خشيا من إن نفقده يوم ما نهرب من الفقر عندما أصبح الفقر جريمة فى بلادنا وليس عيب ونهرب من واقعنا إلى عالم الأحلام حيث كل شى محقق وساعى إليك نهرب إلى سكنه الصمت حينما يعلو الضجيج من حولنا وتعجز الكلمات عن الإفصاح عن ضجرها نهرب إلى لعبه كبرنا عليها حيث نجد فيها أنفسنا الضائعة حينها ندرك إن الكبر هو الفخ الكبير لنا لذلك نخلد إلى طفولتنا ولا نقيم عليها عزاء كى تبعث من جديد ونهرب إلى الله حينما يضيق الصدر وتحتبس الأنفاس وتنهمر الدموع على جفون أثقلتها الهموم حينها ندرك إن لا ملجأ ولا مخرج سوي بالهرب إلى الله لذلك اهرب حينما يكون فى هربك نجاه لنفسك قال تعالى " فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50) القول في تأويل قوله تعالى :فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ "