مؤسسة فلسطين ” الرياضة للحياة ” هدفها تسخير الرياضة لخدمة الشباب في عدة مجالات
تلعب الرياضة دورا مهما فى عملية التنمية والتغيير المجتمعي بإستهداف الشخصيات الشبابية وصقل مهاراتهم العلمية والعملية، واستثارة قدراتهم على التحدي والارتقاء بهم نحو أفاق وقيم تعليمية غير محدودة، بإعتبار البرامج الرياضية أداة فعالة ومرنة للتحفيز والإلهام وتعزيز الأهداف و تأهيل الشباب بما يتناسب مع متطلبات المجتمع .
ولأن البرامج الرياضية وسيلة معترف بها لتطوير المجتمع تعمل مؤسسة فلسطين الرياضة للحياة على تسخير الرياضة لإغراض التعليم والصحة وتمكين الشباب اقتصاديا وتقليل البطالة.
تقول تمارا عورتاني مديرة مؤسسة فلسطين "الرياضة للحياة " تأسست المؤسسة عام 2011 على أيدي مجموعة من الرياضيين الذين شاركوا بالمنتخبات بعدة رياضات مختلفة ولديهم خلفية كافية عن الإدارة الرياضية والمهارات الحياتية والخدمة الاجتماعي ، وتهدف المؤسسة إلى تمكين الشباب والفتيات بعمر 19-29 عاما عن طريق البرامج الرياضية لبناء مجتمع واع ومتكامل .
وتضم المؤسسة برامج مجتمعية بحتة وليست أكاديمية وهي متاحة للجميع وبشكل مجاني مثل كرة السلة والقدم و الركبي والقرص الطائر وهدفها تحقق المتنفس المجتمعي للأطفال والشباب وتعزيز أهم المهارات الحياتية لديهم ودمجهم في المجتمع من خلال الرياضة.
وتضيف عورتاني أن المؤسسة تُعنى في تعزيز المهارات الحياتية ومواجهة التحديات التي تواجه الشباب الفلسطيني وتوعيتهم لتقليل البطالة وزيادة فرص العمل بتوجيه الشباب الى التعليم المهني والتقني والتخطيط لحياتهم واختيار الفروع التي تناسب سوق العمل بالمستقبل عن طريق إقامة دوري أو حدث رياضي بأحد المراكز الصناعية أو المهنية يتخلله عدة أنشطة توعوية رياضية حول مميزات التعليم المهني والتقني.
وتتابع عورتاني أن المؤسسة تعمل على تشجيع التبادل الثقافي واكتساب الخبرات من خلال إشراك اللاعبين واللاعبات والمدربين من كافة الأعمار في رحلات ومخيمات وتدريبات في أوروبا بالإضافة إلى المنح الجامعية الخارجية التي تحاول المؤسسة نشرها ليستفيد منها اكبر قدر ممكن من الشباب ،كما قامت المؤسسة بزيارة الأماكن المهمشة وتعزيز البنية التحتية وتدريب الشباب فيها على نهج الرياضة من أجل التطوير.
وتشير عورتاني أن المؤسسة نجحت في توصيل هذا النهج إلى المراكز المجتمعية وتدريب فريق من الشباب على القيادة والتنمية الشبابية ونشر فكرة التآزر المجتمعي من خلال الرياضة ، لافتة أن الرياضة اللغة المحببة لدى الجميع بقدرتها على جمع الثقافات المختلفة على أرضية واحدة.
وبحسب عورتانى استطاعت المؤسسة أن تصل لمئات المدربين لاستخدام نهج الرياضة في تطوير المجتمع والمهارات الحياتية بالإضافة إلى توجيه 10%من الطلاب والطالبات الى دراسة التعليم المهني والتقني، وتوفير الإمكانيات والأدوات الرياضية لـ30 مركزا مجتمعيا بالإضافة إلى تمكين الشباب بهذه المراكز وتدريبهم، كما استطاعت المؤسسة خلال 6 سنوات إرسال الشباب والمدربين إلى 4 دول أوروبية للتبادل الثقافي والرياضي ونقل الخبرات .
ومن أهم الصعوبات التي تواجه المؤسسة قلة الدعم المالي والاعتماد على العمل التطوعي و غياب مفهوم الرياضة في المؤسسات والمجتمع.
وتأمل عورتاني في عام 2018 الدخول إلى قطاع غزة وإقامة دورات تدريبية لنشر النهج لأكبر عدد من المؤسسات والمدربين ، متمنية توسيع برامج المؤسسة وتعميم وتفعيل الرياضة في المجتمع.
وبدوره ثمن أكرم عماد أبو فيه 18 عاما أحد المشاركين في" معسكر للإرشاد والتوجيه المهني " الدور الذي لعبته المؤسسة في توجيه وتحديد قدراته في دراسة المجال المهني الذي برز فيه خلال فترة المعسكر ،منوها أن المعسكر هدفه تعليمي ويشمل أنشطة رياضية وذهنية متعددة و يعزز روح القيادة والعمل الجماعي وحرية الرأي، لافتا أنه اختار الفرع المهني تخصص الالكترونيات الصناعية بناءا على اختبار في المعسكر يسمى "هولاند" واستطاع بعد ذلك أن يصمم اختراعا مع مؤسسة النيزك.
وأشار أن المخيم عزز ثقته بنفسه وأكسبه لياقة بدنية وجسدية وطور مهارته الرياضية بكرة السلة وكرة القدم على أيدي متخصصين بالمؤسسة وبعد المخيم حصل على فرص للعب في اندية كثيرة وساهم وتفاعل مع مؤسسات خيرية واجتماعية.
ويرجع ثائر شناعة مدرس التربية الرياضية 27 عاما عودته للحياة الرياضية إلى مؤسسة فلسطين الرياضة للحياة من خلال التطوع والانخراط معهم وتدريب كرة القدم وكرة السلة، ومن ثم إتاحة المؤسسة له الحصول على البرنامج الألماني الخاص بالمهارات الحياتية الذي أهله للدخول الى مدرسة الفرندز ليصبح أحد المدربين فيها والتي تعتبر من أهم المدارس العريقة ،كما انه أصبح احد الكوادر التدريبية في أكاديمية روابي الانجليزية بالإضافة إلى عودته الى موهبته الرياضية "العدو " بعد انقطاع دام 4 سنوات عن الحياة الرياضية بكافة أشكالها ، حيث شارك بمارثون في بيت لحم مرتين وحقق أفضل توقيت في مارثون شيكاغو، وحقق توقيتا جديدا لم يسبقه لأي فلسطيني حققه في مارثون فلسطين.
وأكد شناعة أن المؤسسة قامت بصقل شخصيته واكتسب الخبرة واستطاع أن يتعامل مع الأطفال بطريقة احترافية من خلال اسلوب المهارات الحياتية، معتبرا أنها من أنجح الأساليب ولا يمكن فصلها عن الرياضة .