بدأت الموسيقى العربية تطورها التاريخي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تحديدا في عهد الخديوي إسماعيل الذي كلف الموسيقار الإيطالي ( فردي ) بتأليف أوبرا عايدة ومنذ تلك الفترة تطورت الموسيقى المصرية والعربية باستبدال التخت بالأوركسترا وإدخلت آلالات ألاوروبية التي لم تكن معروفة للمصريين والعرب مثل الكمان والكونترباص ومن بين الأساتذة الكبار الذين خاضوا مضمار التطوير والتاليف الموسيقي في مصر والوطن العربي الفنان القدير علي سعد احد ابناء السويس المبدعين الذى دخل صفحات تراث الموسيقي العربيه من اوسع ابوابها وبات له فيها مكانه عظيمة .....
ولد الفنان الموسيقي السويسي علي محمود سعد في شارع صدفي بحي الاربعين يوم 13 اغسطس عام 1946 وكان الابن الاكبر لاحد موطفي هيئه قناة السويس وفي صباه وكما هي عادة السويسه الحقه والدة احد كتاتيب حي الاربعين ( كتاب الشيخ عبد الظاهر ) .
كان الصبي ميالا الي الموسيقي فاخذ في تعلم العزف علي الاتها وظهرت مواهبه في هذا الفن وهو في سن مبكرا .. بعد تلقي تعليمه الاساسي التحق بمدرسه السويس الثانويه الصناعيه التي تخرج فيها عام 1964 وكان احد العشرة الكبار في طليعه متفوقي هذة المدرسه .. بدات مواهبته الفنيه في النضوج منذ مشاركته ضمن مبدعي السويس من الرعيل الاول في جمعيه هواة التمثيل والموسيقي بالمدينه .. بخطي ثابته تقدم في مجال الموسيقي وصنع صورا موسيقيه حيه لم تقتصر علي مجرد التقليد .. بعض اعماله كانت تشير الي مستقبله الناصع كاحد الموسيقين الكبار .
بدات المرحله الثانيه من حياة علي سعد عقب انتقاله من شركه الورق ( كرافت ) في السويس الي الهيئه العامه للثقافه الحماهيريه في القاهرة وذلك اثناء فترة التهجير عام 1968 وكان وقتها شابا في الثانيه والعشرين من عمرة حينما تحول من موسيقي عاوى صغير الي موسيقار محترف كبير ولعل ذلك يرجع الي ما سمعه من نجوم الموسيقي في عصرة وما كانوا ينعمون به من شهرة وثراء .
ظل الموسيقار علي سعد عاما كاملا يعاني التجاهل وسط عمالقه الموسيقي العربيه المعاصرة حتي استطاع ان يخرج عن طور التقليد الموروث ويحدث انقلابا وان يعطي الكلام والحوار ما يوافقه مع اللحن حتي التقي بالفنان القدير محمد توفيق عبد القادر في اول عمل اوبرالي لهما باسم ( شعب لا يموت ) وهو عمل من ( الاوبريتات ) الحالدة التي صارت تراثا فنيا له شخصيا .. توالت اعماله الموسيقيه الناحجه خاصه اثناء فترة حرب الاستنزاف ما دعا فرقه السويس المسرحيه الي استدعائه ليلحن لها عدد من الاوبريتات الخالدة مثل ( موال بلدنا ) من اشعار عبد العزيز عبد الظاهر و ( كان يا ما كان ) من اخراج خسن عبد السلام .
في تلك الفترة القصيرة من عمر فنان شاب لحن علي سعد عشرات الاغاني والاوبريتات والمسرحيات والمسلسلات ما يزيد مجموع ألحانها علي المائتين من اشهرها ( شرخ في جدار الخوف ) و ( علي الزئبق ) و ( حكاوى زمان ) و ( الحمام علي برج اكتوبر ) و ( ادهم الشرقاوى ) و ( عاشق المدحين ) و ( غلط في غلط ) و( والجرئ والمليونير ) و ( حلق حوش ) و ( شقع بقع ) و ( حمرى جمرى ) و ( دلع البنات ) و ( الوعد الحق ) و ( الحرملك ) و ( الهويس ) و ( ايام المنيرة ) و ( الحفار ) و ( اوراق مصريه ) .
ومن بين الاعمال الشهيرة للقنان علي سعد ايضا فوازير رمضان ( جيران الهنا ) و ( قيس وليلي ) كما لحن اغاني شهيرة للعديد من مطربي الصف الاول في مصر والعالم العربي من بينها ( عشت وعاشت ) لمدحت صالح و ( الواد الجن ) لحسن الاسمر و ( احتمال ) لمحمد الحلو و ( الواد دة حيرني ) لعزة بلبع واخرين .
والموسيقار الفنان علي سعد اطال الله في عمرة حاصل علي بكالوريوس تربيه من المعهد العالي للفنون عام 1980 كما انه عضو جمعيه المؤلفين الموسيقين بباريس .
كتبت عنه عشرات المقالات ضمن اهم المؤلفات وتحدث عن فنه عدد كبير من الكتاب والفنانين الذين عاصروة وفهموة كما حصل علي العديد من الجوائز في مهرجانات قرطاج 1998 - جرش 1999- جمعيه المسرح 1999 -
ان الفنان الموسيقار علي سعد حين بدا يؤلف الموسيقي ثار علي النسق العتيق وانطلق الي صميم نمط الحياة حيث حياة السواد الاعظم من بسطاء الناس ليعبر عنهم ويسعدهم ويزرع فيهم الامل والثقه .. تحيه لابن السويس الموسيقار الكبير الفنان علي محمود سعد .