تحدث الأستاذ الدكتور اسعد السحمراني مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني في ندوة حوارية بدعوة من المنتدى الثقافي للمرأة في الغازية مساء الإثنين في (٢٩-١٠-٢٠١٨) بعنوان: المرأة/ الأم والتربية على القيم، وقد اقيمت في قاعة مطعم المنارة في قناريت.
رحبت بالحضور والمحاضر باسم المنتدى المربية ميرفت غدار، ثم تحدث السحمراني فقال: المرأة / الأم ليست الأنثى التي تزوجت وأنجبت، وإنما هي كل امرأة تربي وتحتضن آخر، عندها تكون بموقع الأم له، وهناك من تزوجت وأنجبت لكنها لم تمارس دور الأمومة. والتربية لأنها الأساس في تنشئة الناشئة على القيم التي تؤخذ من مرجعية هي الهوية الثقافية للأمة، وعند العرب هذه الهوية الثقافية تأصيلها من قيم الدين ونصوصه، التي تحمل الصلاح والنجاة للأجيال وتحصنهم من الوافد الأجنبي المسموم، الذي انبهر به بعضهم واقتبسوا منه ولم يمحصوه، ليعرفوا مدى انسجام ما استورده مع منظومتنا القيمية. والصحيح الانفتاح مع التزام الثوابت من مرجعية الدين واعتماد قاعدة تقول: ثبات على الأصول والتزام بها مع مواكبة للعصر.
ثمّ تحدث السحمراني عن القواعد التربوية المطلوبة لواقع أمتنا، وللأم الدور الريادي والقيادي التربوي إن هي التزمتها وهي :
(١)-التزام القيم النابعة من الهوية الثقافية للأمة من مرجعية الدين وفي ذلك تتحقق كرامة الإنسان.
(٢)- أن يكون المربي في دور القدوة تربوياً واجتماعياً ونضالياً، واختيار القرناء الصالحين لمن نربيهم، والحذر من قرناء السوء لأن الطبع من الطبع يسرق.
(٣)- التربية على الأخذ بالموروث الثقافي الأصيل ومعه العادات والتقاليد وكل ما هو أصيل.
(٤)-التربية على المواطنة فهي القيمة التي تصنع وحدة مجتمع الأمة وتئد الفرقة والفتن والانقسام.
(٥)-محاربة العصبيات بكل أنواعها الطائفية والمذهبية والعرقية والقبلية والحزبية الفئوية وسواها.
(٦)- التربية على خيار المقاومة لكلّ غزو يقوم به أعداء الأمة، والكفاح لاسترداد الحقوق وتحرير التراب الوطني من كل احتلال أو نفوذ أجنبي، والمقاومة تشمل ميادين السياسة، والفكر، والفنون، والآداب، والإعلام، والاقتصاد وصولاً إلى المقاومة العسكرية.
(٧)-التدريب والتربية على العمل الفريقي والعقل الجمعي واعتماد المأسسة.
(٨)- ترشيد الاستهلاك والتخطيط للإنفاق الإنتاجي، واعتماد الاعتدال بلا تبذير ولا بخل.
وهذا يوجب الاستثمار في التربية لتكوين شخصية الإنسان السوي فهو الرأسمال الأهم، هذا مع الفكر التنويري الذي يوقف حالات الجمود فهو موت وحالات الاستيراد غير المدروس، لنبني إنسان مجتمعنا على القيم الأصيلة، وبذلك نؤسس للأمن الفكري الذي يحقق الأمان النفسي والاجتماعي ويحفز الهمم على الإنجاز الحضاري، فالثقافة تصنع الإنسان والإنسان يصنع الحضارة.
وكلمة الختام كانت لرئيسة المنتدى الأستاذة أمال أيوب بعد الحوار والردود على الأسئلة المطروحة من قبل المحاضر .