الشخصية الانسانية بين الثبات والتغيير

الشخصية الانسانية بين الثبات والتغيير

إن هناك موجوداً تنسب إليه جميع الأفعال الصادرة عن الإنسان ، ذهنيه كانت أو بدنيه ولهذا الموجود حقيقة ، وواقعية يشار إليها بكلمة « أنا ».

أن هذه الحقيقة التي تعدّ مصدراً لأفعال الإنسان ، ثابتة وباقية ومستمرة في مهبب التغييرات ، وهذا آية التجرّد.

والتجرد في تعريفه هو الترفع وعدم التحيز لأمر او رأي وهو رؤية الأمور من فوق بدون الضبابيه التي تغلف النفس والنظر بالعين الداخليه للأمور كي تستطيع وضعها في حجمها الحقيقي وتصنيفها التصنيف الحقيقي لها فتجرد الملموس من لذته أو الرغبه فيه والمحسوس من فتونه أو الولع به وتجرد العقل من الأفكار الخاطئة أو الاوهام التي تسيطر عليه والنفس من الذات والأنا .

والتجرد امر اختياري بمعني اننا نتجرد بارادتنا عن اشياء في حياتنا لاسباب عديده منها الروحي ومنها الجسدي .

اما التجريد فهو سلب او تقشير اجباري خارج تماما عن ارادة الشخص وفيه انتزاع قاسي لحق طرف من جانب اطراف اخري مما يعرض صاحبها لألم يختلف مقداره من شخص لاخر ويختلف الاحساس به من شخص لآخر .

فهل يحق لنا تجريد بعضنا البعض من الحقوق سواء بقصد او بدون ؟

إن نظرتك للاخر انما تحدد حقيقة تجريدك له من عدمه فاذا نظرت لاخيك من زاوية واحده فقط وهي الاخوه فقد جردته عن امكانيه ان يكون صديقاً مثلاً واذا صنفت صديق علي انه اوفي الاصدقاء فقد حددت للاخرين مقدار وفاؤهم وجردتهم دون ان تشعر من صفة الوفاء وجردته هو من باقي الصفات وبفعلتك هذه تكون قد اضريت به وبالاخر وبنفسك ايضا.

اذا عليك ان تختبر كلماتك قبل النطق بها لئلا تكون كلماتك سبب ايذاء نفسي للاخر فقد تحوله الي انسان سلبي غير قادر علي العطاء اذا شعر انه لا يملك شيئا او انه لا يمثل شئ لك ومن ثم لغيرك ، واحذر أن تكون كلمتك هي السكين الذي تغرسه في قلب غيرك .

الكلمات المفتاحية

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

عاجل

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;