تعاقب الليل والنهار

تعاقب الليل والنهار

إن تعاقب الليل والنهار نعمة عظيمة إذ هي تنظم وجود الأحياء على الأرض، من نمو النبات، وتفتح الأزهار ونضج الثمار، وهجرة الطيور والأسماك والحشرات، ومن شاء فليتصور ليلا بلا نهار، أو نهارا بلا ليل، كيف تكون الحياة؟ أما إنها لو سكنت حركة الشمس لغرق نصف الأرض في ليل سرمدى، وغرق نصفها الآخر في نهار سرمدى، وتعطلت مع ذلك مصالح ومنافع، ومن عاش في المناطق القطبية بعض الوقت عرف نعمة تعاقب الليل والنهار، إذ يبقى النهار لمدة ستة أشهر، والليل كذلك، ولكن ما هو العلم ؟ وما هو الجهل ؟ وما هي أهمية العلم وخطورة الجهل ؟ فأقول مستعينا بالله تعالى بأن للعلم معان كثيرة، ومفاهيم متعددة، ومنها أن العلم هو إدراك الشيء بحقيقته، وهو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع الموافق للمتوقع، ونقيضه الجهل.

والعلم أيضا هو اليقين، ونقيضه الشّك والظن، والعلم هو منظومة من المعارف المتناسقة التي يعتمد في تحصيلها على المنهج العلمي دون سواه أو مجموعة المفاهيم المترابطة التي نبحث عنها ونتوصل إليها بواسطة هذه الطريقة، وبذلك يكون العلم هو الأَساس الأَعظم لجميع المعاملات، والشرط اللازم لصدق الأقوال وصحة الأَعمال وعامة التوجهات والتصرفات، ومفتاح باب كل العبادات والطاعات، وأما الجهل فقد عرف الجهل بأنه فقدان الفرد للعلم والثقافة الفكرية، فهو نقيض العلم، وهو العنصر الاساسي في تدمير الشعور، فمن خلال الجهل تطمس كافة مناحي الحياة الفكرية والاقتصادية والحضارية، التي تتمتع بها الشعوب التي تحظى بالثقافة والمعرفة، ولَقد وردت فى القرآن الكريم آيات عديدة للتحذير مِن مخاطر الجهل.

ومنها قول الله سبحانه وتعالي فى سورة الفرقان " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" فلا يخفى على عاقل أن العلم أفضل مكتسب، و أشرف منتسب، وأنفس ذخيرة تقتني، وأطيب ثمرة تجتني، به يتوصل إلى معرفة الحقائق، ويتوسل به إلى نيل رضى الخالق، وهو أفضل نتائج العقل وأعلاها، وأكرم فروعه وأزكاها، لا يضيع أبدا صاحبه، ولا يفتقر كاسبه، ولا يخيب مطالبه، ولا تنحط مراتبه، وهو وسيلة لكل فضيلة، وذريعة لكل شريعة، ونور زاهر لمن استضاء به، والعلم ترتاح به الأنفس إذ هو غدائها، وتفرح به الأفئدة إذ هو قواها، وهو الدليل على الخير، وهو العون على المروءة، وهو الصاحب في الغربة، والمؤنس في الخلوة، وهو الشرف في النسب، فقال الله تعالى "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" وإن للعلم أهمية عظمى وفوائد جمة.

منها أن العلم حياة للقلوب، وأنه بالعلم ينشرح صدر الإنسان ويشعر صاحبه بالاطمئنان في هذه الحياة، وكلما أزداد علما أزداد انشرح صدره واتسع، ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله وهو يتحدث عن فضل العلم والعالم على الجاهل، العلم فإنه يشرح الصدر ويوسعه ، حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل عالم بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدرا، وأوسعهم قلوبا، وأحسنهم أخلاقا، وأطيبهم عيشا، وسأل رجل ابن مسعود رضي الله عنه أي العمل أفضل؟ قال العلم، فكرر عليه ثلاثا كل ذلك يقول العلم، ثم قال ويحك إن مع العلم بالله ينفعك قليل العلم وكثيرة، ومع الجهل بالله لا ينفعك قليل العمل ولا كثيرة.

الكلمات المفتاحية تعاقب الليل

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;