فضل الأم في الإسلام

فضل الأم في الإسلام

إن الصدق مع الله عز وجل يقتضي من العبد أن يسعى جاهدا فيما يرضي ربه سبحانه، من أعمال وأقوال وأحوال، ومن أولي الناس بإرضائهم هم الوالدين، وخصوصا الأم، فإن الأم التي عني بها الإسلام كل هذه العناية, وقرر لها كل هذه الحقوق, واجب عليها أن تحسن تربية أبنائها, فتغرس فيهم الفضائل, وتبغضهم في الرذائل, وتدفعهم دفعا إلى الجد والاجتهاد والعمل من أجل بناء الوطن وتعودهم على طاعة الله, وتشجعهم على نصرة الحق, ولا تثبطهم عن الجهاد, استجابة لعاطفة الأمومة في صدرها, بل تغلب نداء الحق على نداء العاطفة، ولقد ضربت لنا الأمهات الخالدات أروع الأمثلة في التربية والتعليم فلقد رأينا أما مؤمنة كالخنساء في معركة القادسية تحرض أبناءها الأربعة, وتوصيهم بالإقدام والثبات في كلمات بليغة رائعة, وما إن انتهت المعركة حتى نعوا إليها جميعا.

فما ولولت ولا صاحت, بل قالت في رضا ويقين الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيله، وهذه أم سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث لما مات أبوه انقطع عن طلب العلم فترك حلقة شيخه في رواية الحديث النبوي الشريف فقالت له أمه لم فعلت ذلك؟ قال أريد أن أعمل وأنفق على البيت، فقالت له أمه عد إلى طلب العلم والزم حلقة شيخك وأنا أكفيك بمغزلي، فكانت الأم تغزل الصوف وتبيعه في السوق وتنفق على ولدها سفيان حتى صار أمير المؤمنين في الحديث، ومن هنا يرى علماء التربية أن دور الأم في تربية الطفل يسبق دور الأب، وذلك لكثرة ملازمتها للطفل منذ تكوينه جنينا في بطنها حتى يكبر، وكما أن المرأة بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة فها هي نسيبة بنت كعب وأسماء بنت عمر رضي الله عنهما أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء.

وهذه البيعة المذكورة في القرآن الكريم، وكما شاركت المرأة في العديد من الغزوات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من مداواة للجرحى وسقاية العطشى وإعداد الطعام، فإنها البطلة الصامدة، المخلصة المجاهدة، نبع الحنان والشفقة، ووعاء الرحمة والرأفة، أوفى صديق، وأنصح رفيق، من قامت لك بدور الممرض والطبيب، والمربى والمعلم، فهي جندية حيث لا جند ولا قتال، وحارسة ساهرة حيث لا ثغور، مخلصة في عملها ولا يخلص في البشر مثلها أحد، تجهد بدنها وقلبها ليلا ونهارا، وليس لها راتب يصرف آخر الشهر، فإنها هي التي اهتم الشرع الحنيف بها، وحثنا على حسن معاملتها والإخلاص في برها، إنها الأم، فإن كلمة أمي، هي أول كلمة نطقناها، وأحلى كلمة رددناها، فإن فضلها عظيم ومكانتها كبيرة، وفضلها لا يعرفه إلا الله عز وجل.

فكم من الرجال في هذه الأيام يقدمون الزوجة على الأم، ويأتي إلى البيت بالهدية، وتنظر الأم وترى بعينيها، ولكن لمن هذه الهدية؟ إنها للزوجة، فيدخل الغرفة ويغلق الباب، فيعطيها لزوجته، ولكن أين حق الأم؟ فقد نسي الأم، فما تذكرها، فيشتري لزوجته الملابس، ويسكنها أفخم الأثاث، ويلبسها أغلى الذهب والمجوهرات، ولكن أين أمه؟ لقد نسيتها، منذ متى عرفت زوجتك ؟ فكم مرة أحسنت إليك الزوجة؟ فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها السيدة عائشة رضي الله عنها ثلاث تمرات، فأعطت الأم كل واحدة منهما تمرة ورفعت التمرة الثالثة إلى فيها لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت الأم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إن الله قد أوجب لها الجنة، أو أعتقها من النار"

الكلمات المفتاحية فضل الأم

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;