الحملة الشعواء التي تشن الآن على وزير التربية والتعليم نتيجة تصريحاته والتى لم يقرأها الكثير أو يسمعها وتلقفها أصحاب المصالح والمقاومين للتغير ليحشدوا الرأي العام والمعلمين ضد الوزير للتخلص منه ، لا يدل هذا إلا على إننا ندار بثقافة القطيع فمع إختلافي مع الدكتور طارق شوقي في الفترة التي تولى فيها الوزارة وعدم الإحساس بتغير حقيقي وجزري أو وجود رؤيه مخطط لها ومعلن عنها بشكل واضح ، فمع ذلك فأنني أجد فيه شخصيه لها تطلع وحلم ولكن تحتاج إلى الكثير لكي تنجح وتحتاج إلي مسانده من الدولة والمجتمع وأن يكون لديه فريق عمل على مستوي عالى من الإحترافية ليقوم بالتطبيق ، فبالمقارنة بالوزير السابق أجد أنه لا يوجد وجه للمقارنة فمع الفضائح التي تمت في عصر الوزير السابق في إمتحانات الثانوية العامة ومرور إمتحانات هذا العام بسلام ، ومع أنني لا أعتبر هذا نجاح للوزارة لأني أعتبرها مرحله عابره مؤقتة أستغل فيها أعداء الدولة ورقة هامه من الأوراق التي تهم الأسرة المصرية لزعزعة الإستقرار لأهداف سياسيه جميعا نعلمها وأستغلوا الفساد المستشري في هذه الوزارة وضعف الوزير كأداة لإثبات فشل الدولة في القدرة على الحفاظ علي سرية أسئلة الثانوية العامة ، ومع إختلافنا أو اتفقنا مع هذا النموذج الذي تدار بها العملية التعليمية وخاصة نظام الثانوية العامة ، فتفويت الفرصة علي تحويل الدولة إلى دولة فاشلة يعتبر نجاح لزم لتحقيقه مجهود وتنظيم وتكاتف وتنسيق لعمل أجهزة كثيرة لتحقيق التأمين المناسب لضمان هيبة الدولة ولكنه لا يحسب نجاح للعملية التعليمية المهلهلة والتي تحتاج إلي إعادة بناء ، ولكن يجب أن نعترف أن ما حدث هو نوع من الإستنذاف لطاقات الدولة والوزارة ، وبالعودة للنظر في بعض ما يتردد من تصريحات الوزير فيجب أن نعترف بوجود مشاكل كثيرة تشترك فيها منظومة بأكملها من الدولة والوزارة والعاملين فى المنظومة التي تدير العملية التعليمية وأولياء الأمور والطلاب والنقابة ، وإذا أردنا تحقيق الإصلاح الحقيقي فيجب إلا نعتمد علي رؤية وزير ويصبح بناء منظومة التعليم تعتمد علي شخص الوزير الموجود وتتغير بالتغير الوزاري وهو خطأ فادح ، فمنظومة التعليم يجب أن تكون نابعة من حوار مجتمعي علي شكل علمي ومن خلاله تضع الدولة إستراتيجيتها التعليمية التي تحقق التنمية الشاملة والمتكاملة للفرد والمجتمع والدولة على أساس الرؤية والاحتياجات والإمكانيات ، وأن يكون التخطيط علي مراحل ، وهنا يأتي دور الوزير الذي يقوم بتنفيذ هذه الإستراتيجية وتحويلها إلي برامج وخطط تتناسب وتحقق الأهداف المرجوة منها فيكون اختيار الوزير بمعايير بحيث يكون له القدرة علي الإدارة بشكل غير تقليدي وأن يكون لديه حلم وفكر يختار علي أساسه فريق عمل يساعده علي تحقيق ذلك ، وأنا أري في هذا الرجل جزء من إحتياجات هذا المنصب ، ولكنه يجب عليه في هذه الفترة عدم الإندفاع والانسياق وراء الإعلام الذي منه المغرض والمضلل والذي يسعي إلي إسقاطه كما تم مع وزراء سابقين إندفعوا في تصريحاتهم عن قصد أو بدون وكانت النتيجة إخراجهم من مناصبهم نتيجة هذا التهور وسوء التقدير وعدم القدرة علي إستخدام الدبلوماسية المطلوب توافرها في الوزير السياسي وبخاصة أن هذا الوزير اعتقد أنه دخل عش الدبابير فيجب أن يكون حريص حتي لا يخرج بلدغهم ، فخروج شخصيات من مافيا الوزارة وإيقاف مصالح آخرين من هذه المافيا المتسرطنة داخل هذا المبني ، يعتبر دليل يدعم وجود أسباب لمحاوله تشويهه وإسقاطه بكافة الطرق عن طريق الإعلام كما هو معتاد أو حشد المعلمين وبخاصة الذين يعملون في الدروس الخصوصية وأصحاب المصلحة في استمرار المنظومة بهذا السوء والمجتمع الذي لا يعرف خطورة ما يحدث ، ومع ذلك فيجب أن تلتفت الدولة إلى أهمية دعم الوزير وإعطاءه الصلاحيات اللازمة لتكوين فريق عمل لإصلاح حقيقي للمنظومة ككل ، وعدم وضع المعلم ككبش فدي لفشل هذه المنظومة مع أن المعلم هو جزء من هذه المنظومة ولكنه وبرغم أهميته وكونه محور هذه العملية التعليمية ولكنه يأتي في مؤخره أسباب فشل هذه المنظومة التي تحتاج إلى إعادة صياغة بجميع جوانبها الإدارية والمهنية والتنظيمية والمالية ، والمنظومة لم ولن تنصلح في يوم وليله ولكن نحتاج إلى رؤية واضحة ومخططه بزمن ومعلنه ومشارك فيها الجميع بشكل علمي ، ونحتاج إلي إرادة حقيقية في التغير مع العمل بمسارات متوازية لحل المشكلات وظهور دلائل وبشاير لإعادة الإنضباط وحسن إختيار القيادات وإعادة وضع المهام والمسئوليات لكل وظيفة للقدرة علي إيجاد مؤشرات نجاح واضحة ومحسوسة ونستطيع المحاسبة عليها ، ولذلك وجدت أن يكون كلام مصاطب بمثابة ناقوس خطر يدق لما يحاك لتدمير منظومة التعليم ورسالة واضحة للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم لإعادة حساباته وترتيب أوراقه إذا كانت نيته صادقه في التغير ويريد الإستمرار لتحقيق الحلم الممكن ، ورسالة للدولة في أهميته وجود حوار مجتمعي حقيقي علي أساس علمي لحل معضلة التعليم الذي يعتبر محور التنمية الحقيقية التي ستساهم فى حل مشكلات كثيرة.