مخططات التحالف «الأمريكي – البريطاني» تسير وفق المرسوم لها بكل دقه . وللأسف لا يملك العرب من أمرهم سوى بيانات ساذجة ومكررة. حتى وصل بنا الحال إلى أن أصبحنا على وشك الخروج من الخريطة الجغرافية . فنعلم جيدآ أن التاريخ لا يرحم الضعفاء أو المستضعفين ولا البلهاء . لا ينتصر لأصحاب البيانات البليغة والأصوات الرنانة. ولكنه دومآ ينحاز للأقوى والأكثر دهاء. العرب يملكون الكثير من أدوات اللعبة. فلا ترتكنوا إلى محاولات إضعافنا حتى لا نكون فريسة سهلة المنال . رغم أننا أصبحنا لهم فريسة سهلة المنال علينا أن نعى أنه لولا أنهم يعلمون قوتنا ما حاكوا ضدنا المؤامرات. فالتصريحين المستفزين وغير المسؤولين من السفير الأمريكي فى إسرائيل. ديفيد فريدمان. ما يتوجب معه صدور بيان من الجامعة يطالب الإدارة الأمريكية بتقديم إعتذار عن هذه التصريحات. لاسيما أنها تؤكد أن الإدارة الأمريكية وسيط «غير نزيه» خلال المفاوضات العربية – الإسرائيلية. السفير فريدمان قال. في مقابلة مع موقع إخبارى إسرائيلى بمناسبة مرور الذكرى الخمسين للمحتل الإسرائيلى «الدولة اليهودية لا تحتل سوى 2% من الضفة الغربية».
فى مفاجأة من العيار الثقيل. قال ديفيد فريدمان. السفير الأمريكى لدى تل أبيب. إن الإدارة الأمريكية تعد الآن خطة سلام ستعرض ملامحها فى غضون أشهر قليلة. وإن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية لا يتضمنها. ذلك أنه أصبح خالياً من المضمون بعد أن أصبح بلا معنى. وسواء عاجلاً أم آجلاً سيتم نقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس. مؤكداً أن الرئيس دونالد ترامب سينفذ وعده فى هذا الشأن. لأنه رجل صاحب كلمة . ولأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل من ناحية أخرى. فبمجرد عودة نتنياهو من إجتماعات نيويورك قامت إسرائيل بقصف العاصمة السورية دمشق بمجموعة من الصواريخ. إستهدفت محيط مطار دمشق الدولى. إلا أن الحدث الأبرز كان ذلك الإحتفال الذى أقامته الحكومة الإسرائيلية. مساء الأربعاء الماضى. بحضور نتنياهو نفسه. إحياء لذكرى إنطلاق المشاريع الإستيطانية فى الأراضى الفلسطينية وهضبة الجولان السورية المحتلتين. مما أثار غضب الفلسطينيين. ذلك أن هذا الاحتفال الرسمى ضم ٥٠٠٠ مدعو على الأقل. وأطلقت خلاله الألعاب النارية. وأحيته مجموعة فرق موسيقية عالمية. وجاء تحت عنوان «ذكرى تحرير يهودا والسامرة - فى إشارة واضحة وصريحة إلى الضفة الغربية وغزة. وغور الأردن والجولان». متى تخرج الأنظمة العربية من دائرة « المفعول به» إلى دائرة «الفاعل»؟ نكبات العرب تزداد يومآ بعد الآخر. مللنا الطلب من الأنظمة التي إنزلقت في أتون النيران المشتعلة داخليآ. ولم يعد أمامنا سوى الجامعة العربية. البيت الكبير للعرب . لتستنهض الهمم. نعلم أن نكبات الأمة كثيرة ومتشعبة. ما يصعب من المهمة الملقاة على عاتقها. لكن تبقى القضية الفلسطينية محور الإهتمام العربى بإعتبارها حجر الزاوية للصراع العربي الإسرائيلي - والعربى الأوروبى - والعربى الأمريكى .
الفرصة أمام الجامعة العربية فى الآونة الراهنة سانحة بأن تلقى حجرآ يحرك المياه الراكدة فى هذه القضية التى تعد جرحآ غائرآ فى الجسد العربى ولا ننسى من ضمن هذه الصراعات الصراع الفلسطينى الفلسطينى العميل لكل هذه الأنظمة ضد القضية الفلسطينية الغائرة فى جسد الأمة العربية.