كلمة ” ابو الغيط ” في في مؤتمر NATO Defense College روما ايطاليا
ان سيادة الدولة ليست بما فيه الكفاية كمبدا توجيهية لامر اقليمي مستقر. وينبغي ان يقترن ذلك بالحكم الصالح, والسلامة الاقتصادية. فالسيادة وحدها لا يمكن ان تبقي الدول من تفكك او تجزئة. فالسيادة وحدها لا يمكن ان تلبي تطلعات الشباب الذين يشكلون اغلبية السكان في العالم العربي .. بهذه الكلمات بدأ الامين العام لجامعة الدول العربية ابو الغيط في مداخلته "كيفية الحفاظ على نظام اقليمي مستقر في الشرق الاوسط", اليوم الخميس, 2017 تشرين الاول / اكتوبر 5, في مؤسسة كلية الدفاع التابعة لمنظمة حلف شمال الاطلسي, في مؤتمر NATO Defense College روما ايطاليا, بعنوان: "الجغرافيا السياسية العربية من موازين الاضطرابات, والاستقرار والنظام الاقليمي"
وقال اود ان اشكر كلية الدفاع الوطني على دعوتي الى هذا المؤتمر الهام. واتمنى له كل النجاح. قبل حوالي ثلاثة اسابيع, ذهبت الى العراق من اجل تقديم مبادرة من شانها ان توفر طريقا للخارج من الطريق المسدود بين الاكراد والحكومة المركزية. وقد التقيت بالزعماء من كلا الجانبين واستمعت الى انهم كانوا جعل, ولكن الفجوة في الثقة بينهما تكاد تكون غير قابلة للت سده. لماذا? كلاهما سيعطيك اجابات مختلفة
ويرى العرب الاكراد كما الى الانفصال ومن الصعب ارضاءهم. ويرى الاكراد من جهة اخرى ان العرب من الصعب ان يعيشوا معهم و متلهف الى السيطرة عليهم حتى في سياق اتحادي.
ويمكننا ان المسار هذه المشاكل الى بداية القرن ال 20 مع تقسيم المشرق العربي الى خطوط الحدود التي تخدم مصالح الدول الاستعمارية الرئيسية في بريطانيا وفرنسا. (سايكس بيكو) على سبيل المثال, كانت خطة التقسيم التي نحناها لم امقتها. ومع ذلك, فانني الان, مثل الاخرين في المنطقة, ادعو الى الحفاظ على الخريطة ذاتها التي انتجتها.
السبب?
لان هذه الخطوط اعطتنا الدول التي تشكلت حديثا والتي تحولت الى دول قومية اصبحت بدورها جزءا لامتكاملة من النظام العربي. ومع ذلك, فانها لم تتمكن ابدا من الاستيلاء على طبيعتها المتعددة الاعراق والثقافات, وعلى الاقل, قامت بعض هذه الدول التي تشكلت حديثا بتطبيق جرعة زائدة من القومية العربية التي عادت الى تطاردها, ونحن جميعا في هذه العملية.
صحيح ان جامعة الدول العربية انشئت في عام 1945 بشان مبادئ القومية العربية. ولكنها كانت جرعة خفيفة من القومية التي من شانها ان تساعد المجتمعات في ظل الاحتلال على اكتساب استقلالها وتشعر بالتضامن مع بعضها البعض. ومع ذلك, فان الافراط في الحماس في تطبيق اي نوع من النزعة القومية, كما شهدنا على مر التاريخ, يمكن ان يخلق ماسي حقيقية.
وهناك الكثير الذي ينبغي تعلمه من الماسي التي تسببها النزعة القومية المتطرفة وبخاصة في العراق وسوريا.
الدرس الاكبر من كل شيء هو ما يلي:
وفي منطقة ان, و multiـethnic, و multiـreligious, هناك, في نظري, لا توجد غرفة - لا اكرر اي غرفة - لاي شكل من اشكال القومية الحصرية او العمليات السياسية الحصرية. وليس هناك سوى صيغة سياسية شاملة لديها القدرة على توفير ما يكفي من الغراء لعقد مثل هذه المجتمعات معا.
وفي هذا العصر والعمر, ينبغي ان يكون الهدف دائما هو منع المجتمعات من تفكيكها. التجزؤ ليس الحل. وتنشئ الشعبة المزيد من المشاكل. ويجب استنباط المعادلات وال صيغ الجديدة.
ومن الاسباب التي ادت الى انني اشعر بالانزعاج ازاء النزعة الانفصالية الكردية في العراق, هي الاثار السلبية التي ستكون لها على مستقبل سوريا, التي لها فسيفساءها من الاقليات العرقية والدينية ايضا. اذا كان النظام الاتحادي, الذي هو بعد كل ما هو شكل جديد من اشكال الحكم في العالم العربي, يفشل في العراق, فانه لن يكون في الواقع فرصة للنجاح في سوريا المجاورة.
وقد يكون العالم العربي قد ورث ترتيبات حدودية سامة من القوى الاستعمارية, ولكن في خلال القرن الماضي, ترسيخ تلك الخطوط ورثت نفسها في وعي الشعوب العربية, وبالتالي خلق الدول القومية, وهي, في وجهة نظري, من المستحيل تغييرها في هذا الصدد. هذه النقطة ---- على الاقل ليس بدون a سعر ثقيل في الدم والموارد. وقد اصبحت هذه الدول القومية الجديدة جزءا من الهيكل الاساسي للنظام العربي.
ويشير عنوان المؤتمرمرنا اليوم الى "النظام الاقليمي". وهو مفهوم نادرا ما يتم الاحتجاج به في تلك الايام. "الطلب" لم يعد في فوج.. الفوضى تبدو اكثر لتكون سمة منطقتنا,
ما هو النظام الاقليمي? وهي اساسا وفي المقام الاول نظام للمصالح التي تجمع بعناية بين الدول والتي تتسم بالتوازن والدقة, ونامل ان تكون راسخة الجذور. وفي المنطقة, ندعو "العالم العربي", اي البلدان الناطقة بالعربية, الى ان تكون القاعدة الاساسية لتحقيق الاستقرار هي سيادة الدولة. وقد جعل الماضي الاستعماري غير البعيد السيادة اكثر العزيزة من شعوب المنطقة. وقال ان اسرائيل, في هذا السياق, تشكل خطرا على النظام منذ انشائه, وبخاصة لانها اغتصبت سيادة الشعب الفلسطيني واستقلاليته. وعلى نحو مماثل, كان الغزو الاميركي للعراق في عام 2003 ضربة للمنظمة الاقليمية لانها طمس بلد مستقل في ضربة واحدة. وفي الاونة الاخيرة, فان التدخلات الصارخة التي تقوم بها القوى الاقليمية غير العربية, وفي مقدمتها ايران, في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية, تهدد النظام وتنشئ اضطرابات لانها تنتهك ببساطة سيادة البلدان. و بدائل ايران النزعة القومية مع النزعة الطائفية. وفي هذه العملية, فانها لا تعترف بالحدود السياسية ولا سيادة الدولة.
وقد راينا جميعا كيف ان هذا النظام الاقليمي العربي قد اهتزت الى جوهره في السنوات ال 6 الماضية. وقد ض اضعاف بعض الدول القومية وتوقفت عن الوجود او تعمل بوصفها كيانات سياسية موحدة. ولن تقتصر العواقب ال ماسة لهذه الظاهرة على حدود البلدان كسر. - وتنتج الدول الفاشلة ما يلي:
(ا) الكوارث الصحية, مثل ما نراه في اليمن,
(ب) تدفقات اللاجئين, كما في سوريا, و
(ج) توفير ملاذ امن للمنظمات الارهابية, مثل الحالة في ليبيا.
وقد اصبحت الدول الفاشلة مشكلة دولية, وليس فقط على الصعيد الاقليمي.
واليوم, مع الاسف الشديد, ندرك ان واحدا من كل اثنين من اللاجئين في العالم عربي. وقد اسهمت مشكلة اللاجئين العرب في التطرف الخريطة السياسية في الاتحاد الاوروبي. و هل المشردين بالملايين, و انشاء اللاجئون ضغوطا على الهياكل الاساسية لبلدان المقصد. لدينا ما يقرب من 700 الف حالة من الكوليرا في اليمن. ونحن لدينا منظمات ارهابية الحاق فسادا في ليبيا والصومال. انها ماساة انسانية على مقياس لم ينظر اليه منذ قرون.
ما الذي يمكن عمله?
1. حالة فشل الدولة تميل الى ان تكون معدية. انها تنتشر من بلد لاخر. والخطوة الاولى هي وقف هذا النمط. وينبغي دعم البلدان التي تكافح من اجل التصدي للاثار الانسكاب من الازمات عبر الحدود, وتوفر لها امكانية الحصول على المساعدة الانسانية.
2. ينبغي ان تقدم صيغ سياسية شاملة بوصفها السبيل الوحيد للبلدان المحطمة, وهي سوريا وليبيا والصومال واليمن. وينبغي ان تكون اي صيغة من هذا القبيل على اساس اثنان: اي حكومة مركزية تكون في حد ذاتها السيطرة على استخدام القوة, وبدرجة كبيرة من اللامركزية التي تستتبع نقل مجموعة من السلطات تشكل الحكومة المركزية الى المستوى المحلي الذي يسمح بالنسبة للمجموعة الاثنية. والجماعات الدينية تتمتع بشكل ما من اشكال الاستقلال الذاتي.
3. ينبغي ان يكون الحفاظ على السلامة الاقليمية وعلى سيادة الدول للبلدان هو المبدا الذي يسترشد به في اي تسوية سياسية للمنازعات الجارية. اعادة رسم الحدود سوف تفتح صندوق باندورا. وبالنسبه, لا توجد معايير واضحة تحدد اي فئة اثنية او دينية ينبغي ان يكون لها الحق في انشاء دولة خاصة بها. لماذا الاكراد ولكن ليس اليزيديين? لماذاعلوييين ولكن ليس الاشوريين? والتاريخ يعلمنا ان الانفصال والتقسيم عادة ما يخلق المزيد من المظالم وينتج العنف على نطاق واسع واحيانا حتى التطهير العرقي.
4. ولا تكفي سيادة الدولة كمبدا يسترشد به في اقامة نظام اقليمي مستقر. وينبغي ان يقترن ذلك بالحكم الصالح, والسلامة الاقتصادية. فالسيادة وحدها لا يمكن ان تبقي الدول من تفكك او تجزئة. ان السيادة وحدها لا يمكنها ان تلبي تطلعات الشباب الذين يشكلون اغلبية السكان في العالم العربي.
5. واخيرا وليس اخرا, لا يمكن للمشكلة الفلسطينية ان تبقى دون حل. انها نقطة مؤلمة في منطقتنا و النفستنا. ان انشاء الدولة الفلسطينية على طول خطوط the1967, هو الخطوة السياسية الوحيدة التي يمكن ان يكون لها اثر التحويلية عميق وفوري على الديناميات الاقليمية.