بعد إعلان أمريكا نقل سفارتها إلى أسرائيل وضياع فلسطين فعلى العرب ان يضعوا رؤسهم فى الطين فأمريكا الأن تسدد خنجرمسموم الى رقبة العالم العربي بنقل سفارتها الى القدس . فلم يكن ممكناً قبل قرنٍ من الزمن تنفيذ “وعد بلفور” بإنشاء دولة إسرائيل دون تقطيع للجسم العربي وللأرض العربية، حيث تزامن الوعد البريطاني/الصهيوني مع الاتفاق البريطاني/الفرنسي المعروف باسم “سايكس- بيكو” والذي أوجد كياناتٍ عربية متصارعة على الحدود، وضامنة للمصالح الغربية، ومسهّلة للنكبة الكبرى في فلسطين. فلا فصْلَ إطلاقاً بين معارك التحرّر الوطني من المستعمر الغربي التي جرت في البلاد العربية وبين الصراع العربي/الصهيوني. ولا فصل أيضاً بين أيِّ سعي لاتّحاد أو تكامل عربي، وبين تأثيرات ذلك على الصراع العربي/الصهيوني.
وربّما ما يجري اليوم على الأرض العربية من تفكيك في بعض الأوطان والمجمّعات هو تتويج للحروب المائة سنة الماضية. بالاعتراف الدولي بإسرائيل، . مرة اخرى تستدعي التطورات المتسارعة في المشهد العربي الراهن الممتد من فلسطين الى العراق الى مصر فالسودان، فليبيا واليمن، فسورية وغيرها، استحضار ما جاء في كتاب”خنجر اسرائيل” للنبش والتذكير،
ومما جاء على لسان قادة الجيش الإسرائيلي فيها ايضا ” … يجب أن نضع نصب أعيننا في كل الخطط التي نرسمها الهدف المزدوج التالي: لاستيلاء على الأراضي ذات الأهمية الجوهرية لنا في زمن الحرب وذلك كهدف أدنى. والاستيلاء على الأراضي الكفيلة بأن تسد كل احتياجاتنا وذلك كهدف أقصى
.وأوضحت الوثيقة / الخطة”أن الهدف الاقليمي الأدنى لإسرائيل هو احتلال المناطق المجاورة لقناة السويس ونهر الليطاني والخليج الفارسي لأنها تنطوي على أهمية حيوية – وعندما سأل الصحفي الهندي الجنرال ديان عن كشفه لمثل هذه الخطط كان رده: لا تخف فالعرب لا يقرأون…!
ولم تكن تلك الاهداف والاطماع الصهيونية الموثقة في “خنجر اسرائيل” بلا مقدمات ومشاريع صهيونية مبيتة، فقد أشار دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني في تقرير قدمه أمام المجلس العالمي لعمال صهيون عام 1937 إلى الأهداف الاستراتيجية الصهيونية بعيدة المدى حيث قال:
ان الدولة اليهودية المعروضة علينا بالحدود الحالية ( على يد اللجنة الملكية البريطانية ) لا يمكن أبداً أن تكون الحل المنشود لمسألة اليهود ، ولا هدف الصهيونية الذي سعت إليه طويلاً ، حتى لو أجريت على هذه الحدود بعض التعديلات الممكنة واللازمة لصالحنا .. إلا أنه يمكن قبولها بوصفها المرحلة الأولى والأساسية التي تنطلق منها تتمة مراحل تحقيق الوطن الصهيوني الأكبر ، وذلك عن طريق بناء قوة يهودية جبارة فيها ، وبأقصر وقت ممكن ، ثم احتلال باقي مناطق مطامحنا التاريخية كلها –
وكان بن غوريون”من أكثر المؤيدين لإسرائيل الكبرى على مدى سنوات عديدة وذلك في منتصف الخمسينات، حيث كان يحلم في شبابه بدولة إسرائيلية تمتد على جانبي نهر الأردن .
:”أن رغبة إسرائيل الحقيقية هي السيطرة والنفوذ، وهدفها الحقيقي هو بسط نفوذها وسيطرتها على الشرق الأوسط برمته من المغرب حتى باكستان، وأطماعها أطماع إقليمية بالأساس إلا أنها لا تخلو من أطماع عالمية –
” .وفي الاستراتيجية والأطماع الصهيونية أيضاً كشفت وثيقة إسرائيلية أخرى وضعها ثلاثة باحثين إسرائيليين ترأسهم مهندس المياه اليشع كالي، بتكليف من إدارات حكومية رسمية، النقاب عن الأطماع الصهيونية في الأقطار العربية حيث أكدت:”أن هدف إسرائيل هو السيطرة على مصادر المياه، وجر النيل إلى النقب، والليطاني إلى طبريا .. وشق واصلاح وانشاء الخطوط الحديدية والطرق المعبدة لربط الكيان الصهيوني بالدول العربية المجاورة .. والأهداف والدوافع اقتصادية وسياسية واستراتيجية –
وجاء في تقرير إسرائيلي آخر: لقد اعتبر الصهيونيون أرض إسرائيل المعلنة تلك الممتدة من الليطاني وحتى سيناء، ومن الجولان حتى البحر –
فلم يعد هناك عالم عربي، ولم نعد نتكلم عن عالم عربي، ولا يوجد شيء اسمه تحالف وتضامن عربي، بل هناك لاعبون عرب لكل منهم مصلحته الخاصة، والذي يريد مصلحته عليه ان يكون مرتبطا بالولايات المتحدة القطب الاوحد الذي يتحكم بالعالم”.
وفي حقبة “الصراعات الدموية العربية”، تعلن امريكا بنقل سفارتها الى القدس وتشجع إسرائيل على بناء المستوطنات في القدس والضفّة، وستزيد من درجة الضغوط على الشعب الفلسطيني
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ، قُلْنَا : مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ، قِيلَ : وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ " فهل يتعظ العرب يا ترى ويستفيقوا من سباتهم العميق…؟!