أطلقت المملكة العربية السعودية عملية تطهير غير مسبوقة لمكافحة الفساد شملت احتجاز أفراد من العائلة المالكة وكبار المسؤولين وأصحاب المليارات ورجال الأعمال البارزين، من بينهم أقطاب الاستثمار مثل الوليد بن طلال والشيخ صالح كامل، وهما من كبار المستثمرين في المملكة في مصر.
وأثار التطهير المخاوف من تداعيات التحرك على استثمارات هذه المغول في مصر في وقت يعطش فيه الاقتصاد للاستثمار الأجنبي المباشر لتعزيز الاقتصاد وخلق فرص العمل.
وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية بين أكبر المستثمرين العرب في مصر، حيث يوجد نحو 4309 شركة سعودية تعمل في مصر وتدفقات رأسمالية تصل إلى ما مجموعه 7.218 مليار دولار، وفقا لبيانات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.
وقال رئيس قسم البحوث في شركة فاروس القابضة رضوى الصويفي ل "بزنس توداي مصر": "لا يتوقع أن يضر التطهير السعودي لمكافحة الفساد بالاقتصاد المصري حيث يركز على قطاعي السياحة والعقارات وليس على المشاريع الصناعية".
جاء الموقف الرسمي للدولة المصرية دعما للقصف الشامل الذي قام به النظام السعودي والذي يشدد على الملك سلمان وابنه ولي عهد الأمير محمد بن سلمان على السلطة.
وخلال زيارة الملك سلمان الرسمية للقاهرة في نيسان / أبريل 2016، وقعت القاهرة والرياض اتفاقا لإنشاء صندوق استثمار مشترك بقيمة 16 مليار دولار، بالإضافة إلى اتفاقيات قروض تبلغ قيمتها الإجمالية 25 مليار دولار.
وفي السوق المحلية، هناك 854 شركة سعودية تعمل في القطاع الصناعي، و 784 شركة في مجال البناء، و 322 شركة سياحية، و 111 شركة في القطاع المالي، و 490 شركة في الزراعة، و 366 1 في مجال الخدمات، و 382 في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
لم يتخذ البنك المركزي المصري أي إجراءات لتجميد حسابات رجال الأعمال السعوديين المحتجزين ولم تقم البورصة المصرية بتعليق حصصها أو منعها من التداول لأن الحكومة لم تتلق رسميا أي طلبات من المملكة في هذا الصدد.
وبموجب اتفاقية قانونية بين القاهرة والرياض، يلتزم القطاع المصرفي المصري بتجميد حسابات هؤلاء العملاء فورا إذا صدرت أحكام قانونية ضدهم.
في أغسطس، تعهد الأمير الوليد بن طلال صاحب شركة الاستثمار المملكة القابضة بالاستثمارات الجديدة في قطاع الضيافة في مصر حيث أعلن عن اتفاق تعاون مع مجموعة طلعت مصطفى القابضة لحقن 800 مليون دولار في توسيع منتجع فور سيزونز شرم الشيخ الشيخ - مما يجعلها أكبر فندق في العالم. كما ستشمل الاستثمارات المشتركة إنشاء فندقين جديدين في مدينتي والعلمين.
ويتهم بن طلال، الذي تقدر ثروته بمبلغ 18.7 مليار دولار، بتهمة غسل الأموال والرشوة والابتزاز. وفي تصريح قصير إلى البورصة المصرية، نفت شركة "إم جي جي" أن أي حصص في الشركة مملوكة لشركة بن طلال أو شركته القابضة المملكة.
وأوضحت المجموعة أنه تم استثمار مبلغ إجمالي قدره 213 مليون دولار حتى الآن في توسيع مشروع منتجع فور سيزونز شرم الشيخ الذي تعمل الشركة بالاشتراك مع الأمير السعودي. وأضافت أن "170 مليون دولار أخرى لم توجه بعد إلى المشروع، وسيتم تمويلها من قبل الشركة".
والشيخ صالح كامل، صاحب مجموعة وسائل الإعلام في شبكة الإذاعة والتلفزيون العربية، الذي اعتقل مع أبنائه، هو أحد أبرز المستثمرين السعوديين في مصر. كما أنه يمتلك أسهم في عدد من الشركات في مصر، بما في ذلك بنك البركة والدواجن الإسماعيلية مصر وشركة الملكة للاستثمار.
وأوضح بنك البركة مصر في بيان له أمام البورصة المصرية أنه ليس له أي علاقة مباشرة مع كامل، على الرغم من أنه يمتلك حصة شخصية في البنك، وأضاف أنه ليس عضوا في مجلس الإدارة وبالتالي ليس له أي تأثير على عملياته.
وقال إسماعيل مصر للدواجن والمكتلة العربية للاستثمار في بيانين منفصلين إلى البورصة المصرية إنهما لا يملكان معلومات عن اعتقال كامل وأن إدارتهما منفصلة عن مساهميها. وأكدت الشركتان أن أعمالهما تعملان كالمعتاد.
ومن المتوقع أن تؤدي التوترات الإقليمية المتصاعدة، وخاصة بين السعودية وإيران، إلى دفع أسعار النفط إلى أعلى من المتوسط ​​المقدر في ميزانية مصر للسنة المالية 2017/18، إلا أنه سيكون له أثر إيجابي على صادرات البتروكيماويات والأسمدة.
بعد الأسواق السعودية والخليجية، فقدت البورصة المصرية ارباحا لثلاث جلسات متتالية، قبل أن تنتعش من انزلاق محدود على المدى القصير ردا على الاعتقالات الواسعة.
وقال السويفي إن "الزيادة الأخيرة في أسعار النفط من المحتمل أن تجبر الحكومة على تسريع خفض دعم الوقود على الرغم من التعهدات الرسمية بأن المزيد من التخفيضات ليست على البطاقات قبل نهاية السنة المالية الحالية".
وتلتزم مصر، بموجب اتفاقيتها البالغة ثلاثة مليارات دولار، مع صندوق النقد الدولي، بخفض دعم الطاقة تدريجيا كجزء من برنامجها لإصلاح الاقتصاد الكلي. واضاف "مع اقتراب مصر من اجراء انتخابات رئاسية بحلول حزيران / يونيو، استبعدت هذه الامكانية لاعادة اعمار سياسية