العلاقة بين الأمن الفكري والتطرف

العلاقة بين الأمن الفكري والتطرف

 مما لا شك فيه أن التطرف بالخروج عن القواعد الفكرية والقيم الشائعة في المجتمع، وذلك باتخاذ موقفاً سلبياً معبراً عنه بالعزلة أو السخط على المجتمع، وقد يكون هذا التطرف بتبني قيماً وثقافة فكرية مختلفة قد يصل الدفاع عنها إلى الاتجاه نحو العنف سواء كان ذلك في شكل فردي أو جماعي منظم بهدف إحداث التغيير في المجتمع وفرض الرأي على الآخرين بالقوة.
وعلى هذا فإنه يترتب على التطرف اختلال الأمن الفكري سواء كان هذا التطرف بالخروج على الفكر السائد في المجتمع واتخاذ موقفاً سلبياً منه بالسخط على المجتمع أو كان هذا التطرف بتبني فكر يتصادم مع المجتمع.
 ومن ثم فإنه نجد أن هناك علاقة وثيقة بين المنهج الوسطي وتحقيق الأمن الفكري؛ وذلك لأن الانحراف الفكري يأتي من الابتعاد عن المنهج الوسطي، فالابتعاد عن الوسطية يكون بسبب خلل فكري يقود صاحبه إلى عدم الفهم الصحيح للأدلة، وعدم معرفة مقاصد الشريعة الإسلامية يترتب عليه انحراف بكري يتطور فيما بعد إلى غلو وتطرف في الفكر أو المعتقد وما يتبعه من سلوك يجعل صاحبه منحرفاً فكرياً.
 وعلى هذا فإن الأمن الفكري لا يتحقق إلا بالمنهج الوسطي، والذي يترتب على الخروج عليه اختلال بالأمن الفكري، وبالتالي فإن الأمن الفكري يرتبط بالمنهج المعتدل أو المتوسط، ولا يتحقق إلا بالالتزام بالمنهج المعتدل الذي هو في حقيقته من خصائص الشريعة الإسلامية الذي يترتب عليه الأمن الفكري للفرد وللمجتمع بأكمله.
 وعلى هذا ننتهي إلى القول بأن التطرف والانحراف الفكري سواء كان ذلك دينياً أو اجتماعياً أوسياسياً يعتبر من مهدات أو معوقات الأمن الفكري في المجتمع.
 ومن ثم فإن هناك صلة وثيقة بين التطرف واختلال الأمن الفكري في المجتمع، فلا يمكن تحقق الأمن الفكري في المجتمع إلا مواجهة التطرف والقضاء عليه نهائياً.

 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;